فوائد من شرح منار السبيل الجزء الثالث
باب أهل الزكاة
538\207 (وهم ثمانية)
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- وما عدا الثمانية فلا يجوز إعطاؤهم.
(وهم ثمانية).. فلا يجوز صرفها لغيرهم: كبناء مساجد، وتكفين موتى، ووقف مصاحف رأس> قال في الشرح: لا نعلم فيه خلافا إلا ما روي عن أنس اسم> و الحسن اسم>
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- استدلوا بعموم قوله: رسم> وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ قرآن> رسم> كلمة في سبيل الله المشهور أنها للقتال، لكن بعضهم عمَّمَها وقال: سبيل الله كل عمل صالح يُبْتَغَى به وجه الله؛ ولذلك أجازوا إخراجها في جميع المصالح التي يَعُمُّ نفعُها، لكن الراجح أن المراد بقوله: فِي سَبِيلِ اللَّهِ هم المجاهدون، وعليه أكثر المفسرين. انظر 548\207
(1- الفقير...) فهو أشد حاجة من المسكين؛ لأن الله بدأ به، وإنما يبدأ بالأهم فالأهم.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- واستدلوا أيضا بأن الله ذكر المساكين، وذكر أن لهم مالا: رسم> أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ قرآن> رسم> الآية.
واستدلوا أيضا بالاشتقاق، فإن الفقير مشتق من الفقر: وهو انكسار الظهر.
أما المسكين فهو مشتق من السكون: وهو ضعف الحركة، وليس كالفقر الذي شبه بأنه قد فقر ظهره.
واستدلوا أيضا بالحديث الوارد في المتن: أنه استعاذ من الفقر، وهو لا يستعيذ إلا من شر.
أما المسكنة فقد سألها من الله، وهذا يدل على أن المسكين أخف ضررا من الفقير، لكن هناك قول آخر: إن المسكين أشد حاجة. واستدلوا بقوله -تعالى- رسم> أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ قرآن> رسم> ولم يذكر الفقير، قالوا: شبه المسكين بأنه لا يملك إلا التراب.
وهناك قول آخر أيضا، قالوا: إنهما بمنزلة واحدة، فإذا ذكر المسكين وحده دخل الفقير، وإذا ذكر الفقير وحده دخل المسكين، كالإسلام والإيمان، فإذا ذكرا جميعا فالفقير أشد حاجة.
(3- العامل عليها...) لدخولهم في قوله -تعالى- رسم> وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا قرآن> رسم> .
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- أما في هذا الزمان فإن العاملين على الزكاة أصبحوا موظفين في عملهم هذا، بل ويعطون أجرًا زائدا في حالة سفرهم للقيام بأمر الزكاة، وعلى هذا فلا حق لهم في شيء من الزكاة، لكن إذا لم يفرض للعاملين شيء من بيت المال، فلهم بقدر أجرتهم.
(3- العامل...).. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبعث على الصدقة سُعَاة ويعطيهم عمالتهم.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- ومنه قصة ابن اللتبية اسم> فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعطيه من الزكاة، وكذلك قصة الفضل بن عباس اسم> وأنهما قالا للنبي -صلى الله عليه وسلم- ابعثنا لزكاة حتى نصيب منها. فمنعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوَّجَهما من الخُمُس.
(أو يرجى بعطيته...) لقول ابن عباس اسم> في المؤلفة قلوبهم: لهم قوم كانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم... رواه أبو بكر في التفسير...
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- ورواه ابن جرير اسم> في التفسير.
(أو جبايتها...)... والزبْرِقَان بن بدر اسم> وعدم إعطاء عمر اسم> و عثمان اسم> و علي اسم> -رضي الله عنهم- للمؤلفة لما لعدم الحاجة إليه...
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- أي أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يعطيهم من الزكاة تأليفا لقلوبهم، لكن عمر اسم> -رضي الله عنه- منع إعطاءهم وقال: من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فإن الإسلام قوي، ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعطيكم الزكاة تأليفا لقلوبكم، أما الآن فلا حاجة لنا بكم.
فائدة:
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- إذا اجتمع أهل الزكاة فيُعطى أشدهم حاجة وهو الفقير، وهناك قول آخر: لا بد من استيفاء الثمانية.
قال شيخنا -حفظه الله- وهو العبد الذي يشتري نفسه من سيده بثمن مؤجل.
(5- المكاتب) ويجوز العتق منها،...
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- وهذه مسألة فيها خلاف: فالمؤلف اختار الجواز لعموم قوله -تعالى- رسم> فَكُّ رَقَبَةٍ قرآن> رسم> والرواية الثانية عن أحمد اسم> أنه منع وتوقف، قال: لأنه إذا أعتق العبد من الزكاة، رجع له ولاؤه، فإذا مات رجعت الزكاة إليه، لكن تعليل أحمد اسم> من باب الورع.
والقول بالجواز هو الصواب -إن شاء الله- ولو رجعت إليه زكاته.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- ومنه المغرم وهو الدين، وقد رسم> كان -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ من المأثم والمغرم متن_ح> رسم> وقد يكون المغرم تحمل شيء بسبب مال يتلف، ومنه قصة أصحاب الجنة فإنهم قالوا: رسم> إِنَّا لَمُغْرَمُونَ قرآن> رسم> أي: مثقلون بالدين. وكذلك قوله: رسم> فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قرآن> رسم> .
وقسموا الغارم قسمين: غارم لنفسه، وغارم لإصلاح ذات البين.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- يقول الله -تعالى- رسم> وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قرآن> رسم> الآية.
ويقول -تعالى- رسم> وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قرآن> رسم> الآية.
وقوله -تعالى- رسم> إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قرآن> رسم> الآية.
ومن هذه النصوص وغيرها فسَّر العلماء سبيل الله بأن المراد به الجهاد.
(ويجزئ دفعها...) لأن ابن عمر اسم> كان يدفع زكاته إلى من جاءه من سعاة ابن الزبير اسم> أو نجدة الحروري اسم> ...
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- نجدة الحروري اسم> هو: نجدة بن عامر الحروري اسم> كان واليا على طائفة كبيرة من الخوارج في زمن ابن الزبير اسم> وكان نجدة اسم> هذا يكاتب ابن عباس اسم> ويسأله عن سهم ذي القربى.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- وهنا ابتدأ فيمن لا يصلح دفع الزكاة إليهم.
قال شيخنا -حفظه الله- ولا يُعطى حتى يُسلم ولو كان فقيرًا، هذا إذا كان الكافر ذميا أو معاهدًا، أما الحربي فلا حق له في بلد الإسلام.
(ولا للغني..)... لقوله -صلى الله عليه وسلم- رسم> لا حظ فيه للغني، ولا لقوي مكتسب متن_ح> رسم> .
قال شيخنا -حفظه الله- وأجاز بعضهم أن يُعطى إذا كان محرومًا مع قدرته، وقالوا: إن الحديث نص على القوي المكتسب، وقالوا: إن هذا يدخل في المحروم: رسم> وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ قرآن> رسم> .
(ولا لمن تلزمه نفقته) كزوجته ووالديه وإن علوا، وأولاده وإن سفلوا، الوارث منهم وغيره، نص عليه.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- أما أقاربه كالحواشي، إذا كانوا غير وارثين كالأخ الذي له أولاد فيعطون.
(ولا لبني هاشم) قال في الشرح: لا نعلم فيه خلافا.
قال شيخنا -حفظه الله- وهذا بالإجماع.
(ولا لبني هاشم..) ما لم يكونوا... وكذا مواليهم.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- وذهب بعض العلماء أنه لا تحل لهم؛ لحديث أبي رافع اسم> مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استعمل رجلا من بني مخزوم على الصدقة، فطلب رافعا ليصحبه، فقال: حتى أسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: رسم> إنا لا تحل لنا الصدقة وإن موالي القوم منهم متن_ح> رسم> .
وأما بنو المطلب فالمشهور في المذهب أنهم لا يُعطون؛ وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعطيهم من سهم ذي القربى، والمطلب اسم> هو عم عبد المطلب اسم>
مسألة>