جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (2)
16911 مشاهدة print word pdf
line-top
امتنان الله تعالى على عباده بما أنعم عليهم

ونعم الله لا تحصى؛ قال الله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا أي: أنا نتقلب في نعم ربنا -سبحانه وتعالى-؛ ولكن الشأن كل الشأن في الأداء لحقوقها؛ وهو الشكر عليها. يجب علينا أن نشكر الله على هذه النعم، وأن نؤدي حقوقها؛ فإن النعم إذا شُكرت استقرت، وإذا كُفرت هربت وفرت، وقد أخبرنا سبحانه أن من شكر الله؛ فإنه يثبت له الخير؛ بل ويزيده من فضله، قال الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ هكذا أخبر بأن من عبد الله، ومن شكره، ومن اعترف بفضله؛ فإنه سبحانه يزيده من خيره؛ ولهذا جاءت هذه الآية في موضعين: في سورة إبراهيم يقول الله: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ يعني: أن كثيرا من الناس يعرفون نعمة الله ويكفرونه، ولا يؤدون حقها، وجاءت هذه الآية في سورة النحل يقول الله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ؛ وذلك بعد أن عدد الله -سبحانه وتعالى- أنواعا من النعم، منها:
نعمة الخلق في قوله: خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ يعني: ذَكَّره بأنه خلقه من نطفه عندما كان في أول أمره، ثم خلق النطفة في الرحم، وتطورت تلك النطفة إلى أن أخرجه الله بشرا سويا، أخرجه رجلا كاملا، كذلك أنعم عليه بأن حنن عليه الأبوين، وكذلك أيضا يسر له أسباب الرزق فلما كان في بطن أمه كان قد فتح له بابا يتغذى منه، وهو هذا الدم الذي هو دم الطمث يدخل من سرته ويتغذى منه، ولما خرج إلى الدنيا فتح الله له بابين يتغذى منهما، وهما الثديان (ثديا والدته)، وجعل فيهما غذاء له وقوتا يتقوت به، ولما أنه فُطم عن ذلك؛ فتح الله له أربعة أبواب: طعامان، وشرابان، الطعامان: اللحم، وسائر الأطعمة يتغذى بهما، والشرابان: اللبن، وسائر الأشربة يشرب منهما، طعامان وشرابان، هذا فضله عليه.

line-bottom