الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (2)
15083 مشاهدة print word pdf
line-top
نعمة الحواس

وهكذا -أيضا- امتن علينا بما أعطانا من الحواس، في قوله تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا؛ ولكن أعطانا هذه الحواس: السمع نسمع به الأصوات، وكذلك العقل الذي هو العقل ميز به الإنسان؛ حتى يعرف به ما يضره وما ينفعه وما يستفيد منه، وكذلك أنطق منا الألسن؛ حتى نعبر عما في قلوبنا؛ وحتى نسأل حاجاتنا، وهكذا أيضا فتح لنا الأعين، وأقامنا على الأرجل، وأمد لنا الأيدي حتى نعمل؛ فيعمل الإنسان بيديه ويتكسب، يمشي على قدميه إلى أن يأتي ما يحتاجه ويقضي حاجته، وكذلك يسمع ما حوله، ويعقل ما يتعقله وما يتأمله، أليس هذه من أكبر النعم؟ يذكرنا الله تعالى بذلك.

line-bottom