إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
نوافل العبادات وأنواعها
11531 مشاهدة print word pdf
line-top
من العبادات الفعلية: الصيام

كذلك عبادة ثانية: وهي الصيام؛ فإنه من العبادات التي يحبها الله تعالى، ففي الحديث القدسي أن الله يقول: الصوم لي وأنا أجزي به معلوم أن المسلمين يتقربون إلى الله تعالى بصوم رمضان، ويعتقدونه فريضة فرضها الله عليهم؛ ولكن مع ذلك لا يحتقر المسلم هذه العبادة؛ بل عليه أن يكثر من التنفل، فيصوم ما تيسر، وأكثر ما ورد.. أن يصوم يوما، ويفطر يوما، وهو صيام داود وهو الذي أرشد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن عمرو وإذا عجز عن ذلك فلا يحتقر أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر؛ فإن ذلك يعدل صيام الدهر، يعني: الحسنة بعشر أمثالها في ثلاثة أيام بثلاثين يوما.
فكذلك أيضا إذا تَيَسَّر له أن يصوم أكثر من ذلك كأن يصوم كل اثنين وخميس؛ لأنهما اليومان اللذان ترفع فيهما الأعمال، فلا يحتقر هذا. فهذه عبادة بدنية يحبها الله تعالى.

line-bottom