شرح كتاب مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد
تعقيب ابن عبد الوهاب على كلام ابن تيمية في تكفر المعين
يقول: تأمل كلامه رحمه الله في تكفير المعين؛ يعني أن الذين قتلوا في حرب الردة من الكفار أمرهم أن يشهدوا بأنهم من أهل النار، الشهادة عليهم إذا قتلوا بالنار وأنه يجوز سبي نسائهم وأولادهم؛ لأجل تظاهرهم بمنع الزكاة.
يذكر أن بعض أعداء الدين يقولون: إن شيخ الإسلام لا يكفر المعين؛ هاهو قد ذكر أن الصحابة قالوا: اشهدوا على قتلاكم أنهم في النار، هذا الذي سينسب عنه أعداء الدين عدم تكفير المعين؛ أعداء الدين يعني أعداء التوحيد في زمن ابن عبد الوهاب اسم> يعني ينسب عنه أعداء الدين ينسبون عن شيخ الإسلام عدم تكفير المعين.
يقول -رحمه الله- بعد ذلك: وكفر هؤلاء؛ يعني مانع الزكاة وإدخالهم في أهل الردة قد ثبت باتفاق الصحابة المستند إلى نصوص الكتاب والسنة؛ يعني كفر مانعي الزكاة وإدخالهم في أهل الردة اتفق عليه الصحابة، ودلت عليه نصوص الكتاب والسنة.
ثم يقول -رحمه الله- ومن أعظم ما يحل الإشكال في مسألة التكفير والقتال عمن قصد اتباع الحق إجماع الصحابة على قتال مانعي الزكاة، وإدخالهم في أهل الردة، وسبي ذراريهم، وفعلهم فيهم ما صح عنه، فهذا يحل الإشكال في قتال المشركين في زمان المؤلف، وخصوصا الذين يسبون الموحدين، ويسبون الدين، ويذكرون منعهم لأهل الدين، أو منعهم لمن يقول لا إله إلا الله من القرار.
فالصحابة أجمعوا على قتال مانعي الزكاة، وأدخلوهم في أهل الردة، وسبوا ذراريهم وفعلوا معهم ما صح عنهم، وهذا أول قتال وقع في الإسلام بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أول ما مات النبي -صلى الله عليه وسلم- ارتد من حول المدينة اسم> من الأعراب وانقسموا ثلاث فرق: شيء منهم من صدق المتنبئين كمسيلمة اسم> والأسود العنسي اسم> وسجاح اسم> امرأة تنبأت وطليحة الأسدي اسم> هؤلاء لا شك أنهم صدقوا المتنبئين؛ والمتنبئون كذبة.
الفرقة الثانية: عادوا إلى عبادة الأصنام؛ يعني قالوا: إن آباءنا على خير، سنرجع إلى ما كان عليه آباؤنا.
القسم الثالث: بقوا على التوحيد، والشهادة أن محمدا اسم> رسول الله ولكن منعوا الزكاة.
الجميع قاتلهم الصحابة واعتبروا أنهم جميعا مرتدون، ولما ارتد من حول المدينة اسم> فأول من قاتلهم قوم من الأعراب الذين حول المدينة اسم> تجمعوا، وقالوا: هلم فلنغنم المدينة اسم> هلم فلنقاتل أهل المدينة اسم> ونستولي عليها، ما بقي فيها إلا قلة قليلة من هؤلاء الذين يقولون إن محمدا اسم> رسول الله، فجمعوا جموعا كثيرة، وأغاروا على المدينة اسم> .
وكان أبو بكر اسم> -رضي الله عنه- قد رتب الأمور، وقد استعد للقتال، فلما جاء أولئك وأغاروا على المدينة اسم> تصدى لهم الصحابة مع قلتهم؛ كان قد بعث جيشا إلى الشام اسم> بقيادة أسامة اسم> وهم الجيش الذين جهزهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أغار هؤلاء على المدينة اسم> فثبت لهم أبو بكر اسم> ومن معه، وانتصروا نصرا مؤزرا، فكان هذا أول نصر.
ولما رجع الجيش الذين بعثهم مع أسامة اسم> عند ذلك أرسلهم إلى المرتدين من مانعيّ الزكاة بقيادة خالد بن الوليد اسم> -رضي الله عنه- توجهوا إلى الكفار الذين في حدود جبل طيء اسم> وكان معهم عدي بن حاتم اسم> وكان عند وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- كان بالمدينة اسم> فبايع أبا بكر اسم> ولما أقبلوا على طيء اسم> قال لهم لخالد اسم> ذروني أذهب إلى طيء اسم> وأدعوهم ولا تقاتلوهم؛ خشي على قومه من قتالهم، فتركوه وذهب إليهم وأخبرهم ببيعة أبي بكر اسم> وكان سيدا مطاعا فيهم فقالوا: نصدق بولاية أبي بكر اسم> ونبايع له؛ فانضم منهم نحو ألف مقاتل، فلا شك أن هذا من أسباب نصر الإسلام.
يقول: هذه أول وقعة وقعت في الإسلام على هذا النوع؛ أعني المدعين للإسلام، وهي أوضح الواقعات التي وقعت من العلماء عليهم من عصر الصحابة إلى وقتنا هذا.
نقف بعد ذلك على كلام ابن عقيل اسم> والله أعلم.
مسألة>