إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
شرح كتاب مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد
37770 مشاهدة print word pdf
line-top
تعقيب الإمام ابن عبد الوهاب على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

بعد أن ساق كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- يقول: تأمل رحمك الله هذا الكلام فإنه مثل ما قال الشيخ: نافع جدا. يقول: تأمله تدبره؛ فإنه نافع جدا.
يقول: ومن أكبر ما فيه من الفوائد أنه يبين حال من أقر بهذا الدين، وشهد أنه الحق، وأن الشرك باطل، وقال بلسانه ما أريد منه، ولكن لا يدين بذلك كان في زمان المؤلف من يقولون: إننا ما نريد من عبد القادر .
نقول لهم: فلماذا تدعونه؟ ولماذا تهتفون باسمه وكذلك بقية الأوثان الذين تدعونهم والأموات؟ كيف تقول: ما أريد منه وأنت مع ذلك تهتف باسمه وتدعوه من دون الله؟
لا يدين بذلك إما بغضا له أو إيثارا للدنيا يعني لا يدين بالتوحيد حقا إما أنه يبغضه أو أنه يؤثر الدنيا، وهذا هو الواقع من كثير في هذه الأزمنة.
يعرفون التوحيد حقيقة، وهم مع ذلك يشركون، يعرفون بعدما قرءوا في كتب أئمة الدعوة. وقد لا يشركون ولكن يبيحون للعامة الشرك، لماذا؟! ما الذي يحملهم؟ المصالح الدنيوية، فأحدهم يقول: أنا أعرف أن دعاء الأموات شرك أن قولهم: يا سيدي عبد القادر يا جيلاني يا ابن علوان يا حسين أعرف أن هذا شرك.
ولكن إذا قلت لهؤلاء العامة: إن هذا شرك لم يقبلوا مني، وأصبحت ساقط القدر عندهم، لا يقبلون كلامي ولا يتأثرون بعلمي، وأصبحت ليس لي قدر. الآن أنا عندهم محترم إذا رأوني قاموا لي، أو أقبلوا يقبلون يدي، فإذا قلت لهم: إن هذا شرك، وهم قد ألفوا عليه آباءهم، واستمروا عليه؛ فإني أنفرهم عني ولا يقبلون مني هذا من جهة.
أو يقول: تنقطع مصالحي، الآن يأتيني من هذا هدايا ومن هذا هدايا ومن هذا أموال، وإذا قلت لهم: إن أفعالكم وأفعال آبائكم وأجدادكم شرك -وأنا أعرف أنه شرك- انقطعوا عني، وابتعدوا وقالوا: هذا أصبح مخالفا لنا، مخالفا لآبائنا، ويلقبونني بألقاب شنيعة، الآن كل من دعا إلى التوحيد الحقيقي وقال: إن دعاء الصالحين والسؤال بجاههم أنه شرك يسمونه وهّابي نسبة إلى ابن عبد الوهاب .
فلا شك أن هذا مصلحة دنيوية؛ أموال يجبونها مقابل إقرارهم لهذا الشرك، يدخلون في الإسلام ويخرجون منه، يقولون: لا إله إلا الله، ويعرفون التوحيد ومع ذلك لا يقبلونه حفاظا على مناصبهم، يدخلون في قول الله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ .

line-bottom