شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شرح كتاب مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد
25142 مشاهدة
ما جاء عن الحافظ محمد بن وضاح في الإنكار على أهل البدع

ذكر بعد ذلك عن الإمام الحافظ محمد بن وضاح له رسالة مطبوعة عنوانها البدع والنهي عنها يروي بالإسناد فيقول: هنا أخبرني غير واحد أن أسد بن موسى كتب إلى أسد بن الفرات أحد الولاة يعني: أحد الأمراء ينصحه فيقول: اعلم يا أخي أن ما حملني على الكتابة إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله؛ يعني كأنك رجل مُنصف مع أنك أمير.
أعطاك الله من إنصافك الناس، وحسن حالك، مما أظهرت من السنة؛ نصرت السنة، وعيبك لأهل البدع، وكثرة ذكرك لهم، وطعنك عليهم؛ يعني ظهرت البدع كبدعة الرافضة، وبدعة الاعتزال، وبدعة الجبر، وبدعة الإرجاء، ونحوها.
فقمعهم الله تعالى بك، وشد بك ظهر أهل السنة، وقوَّاك عليهم بإظهار عيبهم؛ كأنه نصر السنة وصار يظهر عيوب المبتدعة ويطعن عليهم. أذلهم الله بيدك، وصاروا ببدعتهم مستترين.
وهكذا ينبغي على ولاة الأمور؛ ينبغي على من ولاهم الله أن يعيبوا أهل البدع، وأن يمقتوهم وأن يحتقروهم ويحقروا من شأنهم، وأن يذلوهم ويطعنوا عليهم.
حتى صاروا ببدعتهم مستترين؛ يسترون بدعتهم. فأبشر يا أخي بثواب ذلك، واعتد به من أفضل حسناتك؛ إن الله تعالى يثيبك على قمعك للبدعة ونصرك للسنة، فهذا من أفضل حسناتك أفضل من الصلاة والصيام والحج والجهاد. أين تقع هذه الأعمال التي هي صلاة وصيام وجهاد؟ أين تقع من إقامة كتاب الله تعالى؟ يعني: إحياء السنة إقامة لكتاب الله تعالى؛ إحياء سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والرد على من أماتها.
ثم ذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وضم بين إصبعيه وقال: أيما داعٍ إلى هدى فاتبع عليه كان له مثل أجر من تبعه إلى يوم القيامة وهذا خير كثير من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه مثل أوزار من تبعه.
فمتى يدرك أجر هذا بشيء من عمله؟ أجرك على نصر السنة، وعلى إماتة البدعة أجر كبير؛ لأنك بذلك يكثر أتباعك، فهو أفضل من الصيام، والصلاة.
وذكر أيضا أن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا لله؛ كلما ظهرت بدعة يكيد أهلها الإسلام بها يظهر الله تعالى بعض أوليائه الذين ينصرون السنة، ويذبون عنها وينطقون بعلاماتها، فاغتنم يا أخي هذا الفضل -نصر السنة- وكن من أهله؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه وقال: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من كذا وكذا وقاله أيضا لعلي لما أرسله إلى خيبر قال: ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم .
وأعظم القول فيه؛ يعني في هداية الناس كأنه يقول: احرص على هداية الناس، وادعهم إلى السنة، واحرص على أن تكون ممن يحيي سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فتحظى بالأجر الكبير، فاغتنم ذلك، وادع إلى السنة حتى يكون لك في ذلك ألفة يعني جماعة يقومون مقامك؛ يعني يتألفون على السنة ويقومون مقامك؛ لأنك ما تعمر لا بد أن يأتيك أجلك، فإذا كان كذلك فإن عليك أن تُبين لهم؛ عليك أن تبين لهم الحق؛ حتى يقوموا مقامك إذا حدث لك حدث.
يعني إذا جاء أجلك فيكونون أئمة من بعدك يقتدون بك بنصر السنة، ويكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة؛ لأنك أنت الذي علمتهم، ولما اهتدوا علموا غيرهم. أنت الذي دعوتهم إلى التمسك بالسنة، قل تمسكوا بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- التي أوصى بها في قوله: عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي .
فاعمل على بصيرة ونية وحسبة لقوله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي عَلَى بَصِيرَةٍ يعني على نور وبرهان فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر.
لا شك أن أهل البدع -ومنهم القبوريون الذين يُحسنون الدعاء الأموات- أنهم مبتدعة وأنهم مفتنون، وأنهم يتعلقون ببعض الخرافات التي لا دليل عليها.
يرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر فتكون خلفا لنبيك -صلى الله عليه وسلم-؛ يعني أنك تخلفه وتعمل بسنته؛ فإنك لن تلقى الله بعمل يشبهه -يشبه نصر السنة- وإياك أن يكون لك من أهل البدع أخ أو جليس أو صاحب؛ يعني أهل البدع أيا كانوا وكذلك أهل المعاصي قاطعهم وابتعد عنهم، وإياك أن تجالسهم أو تصاحبهم أو تؤاخيهم؛ فإنه جاء في الأثر: من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة، ووكل إلى نفسه.
نزعت منه العصمة؛ يعني أصبح على خطر أن يقع في المعاصي والكفر أو مقدماته. وكله الله تعالى إلى نفسه.
ومن مشى إلى صاحب بدعة مشى في هدم الإسلام؛ إذا مشى إليه يحترمه أيًّا كان ذلك المبتدع؛ مشى في هدم الإسلام، هذا أثر مشهور.
وجاء أيضا في الأثر: ما من إله يعبد من دون الله أبغض إلى الله من صاحب هوى. وفي بعض الروايات: ما تحت أديم السماء إله يُعبد أشد من هوى متبع.
ولا شك أن المبتدعة يتبعون أهواءهم؛ كما أخبر الله تعالى عنهم في آيات كثيرة كقوله تعالى: فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وفي قوله تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ .
وقد وقعت اللعنة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أهل البدع؛ يعني أن الله تعالى لعن المبتدعة الذين يحدثون في الدين ما ليس منه.
وأن الله لا يقبل منهم صرفا ولا عدلا -يعني عبادات- ولا فريضة ولا تطوعا؛ وذلك لأنهم يسعون في إحياء البدع وهدم السنن.
وكلما ازدادوا اجتهادا وصوما وصلاة ازدادوا من الله بعدا، ما تنفعهم عباداتهم، فارفض مجالستهم وأذلهم وأبعدهم كما أبعدهم الله، وكما أذلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأئمة الهدى من بعده.
هذا كلام أسد بن موسى رحمه الله في كتابته إلى أسد بن الفرات تحذير له من البدع.
ونقف هاهنا إن شاء الله، ولعلنا نكمِّل الرسالة؛ يعني في المدة الباقية إن شاء الله.
أسـئلة
جزى الله الشيخ خير الجزاء...الأسئلة.
س: السؤال الأول يا شيخ يقول: ما قولكم فيمن يرى عدم جواز هدم الأوثان، ودليل ذلك يستدل بأن من بناها هم الكفار ذلك ... فلا يجوز أن تهدم...؟
يذكر العلماء أن الأوثان: كل ما عبد من دون الله، سواء كان له صورة، أو ليس له صورة.
وأما الأصنام فهي التي لها صور كالقبة على القبر تُسمى صنم، وكذلك الشجرة التي تعبد، والحجر الذي يعبد، وصور الصالحين التي تنحت من خشب أو من حجارة، هذه تسمى أصناما.
وأما الأوثان: فتعم الأصنام التي لها صور، وتعم الأشخاص الذين يعبدون، وإن لم يكن لهم صور، وإن لم يكن لهم مزارات، الآن مثلا هناك كثيرون يعبدون رجلا يُقال له عبد القادر الجيلاني ولا ذكروا مكان قبره، ولا نحتوا له صورة؛ فنقول: هذا وثن يعبد من دون الله.
فعلى كل حال متى استُولي على الأوثان وعلى الأصنام؛ وجب إزالتها ووجب هدمها، والمبادرة إلى ذلك، لكن إذا لم يقدروا فإنهم يؤجلون الأمر إلى أن يتمكنوا بعد ذلك، فقد يكونون عاجزين في أول الأمر، فإذا مكنهم الله تعالى بعد ذلك؛ أزالوا ما يقدرون عليه.
س: .. هذا سؤال قد يبدو يعني قد يأتي من الشبكة يقول أو تقول السائلة: إنها أمريكية أسلمت قبل ستة أشهر من ذلك وللأسف لم يسلم الزوج وقد تركته والحمد لله ولكنها وفق قانونهم هناك. تعتبر زوجة له وهو يرفض أن يطلقها، فهل يصح في الشرع أن تتزوج بغيره..؟
إذا مضت العدة وهو لم يسلم فرق الإسلام بينها وبين زوجها، ولا عبرة بالقوانين، فإذا مضت العدة فإن أحبت أنها تنتظر بعد العدة سنة أو سنتين إلى أن يتم إسلامه أو يهتدي، وإلا فلها أن تتزوج بغيره؛ فإن الإسلام يفرق بينهما لقوله تعالى: لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ .
س: هناك أسئلة يا شيخ تتخلص في السؤال في موانع التكفير . وهل يكفر من يرى عليه مثل عمل حكمه أنه كفر ..؟
لا شك أنها إذا ظهر منه الأعمال الكفرية وأصر عليها؛ فإنه يحكم بكفره بعينه، ولكن إذا كان له عذر أو عنده شبهة؛ فتزال الشبهة ويبين له الحق قبل أن يحكم بكفره.
س: يقول يا شيخ إنه: أوتيت بشبهة، كيف نجيب عن شبهة القبوريين الذين يقولون: إن الله عز وجل يقول في كتابه عن الشهداء: بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ قال: فقد أثبت لهم الحياة ..من هذه الآية.
أذكر قصة أن بعض القبوريين جاء إلى بعض العوام وقال لهم: أنتم لا تعرفون قدر الشهداء، الله تعالى يقول: أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فقال ذلك العامي: إن كان الله قال: أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْزُقُون طلبت منهم فإن قال: أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ طلبت من الذي يرزقهم؛ فإذن من الذي يَرزقهم يُرْزَقُونَ اطلبوا من الذي يرزقهم.
س: هناك سؤال أو عدة أسئلة تسأل فيه عن ... ويسبون الصحابة، فما الواجب علينا تجاههم؟
والواجب مقاطعتهم بحسب القدرة، ولكن إذا لم يستطع مقاطعتهم مقاطعة ظاهرة، فإنه يُبغضهم ويمقتهم بقلبه. جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إننا لنبش في وجوه قوم، وإن قلوبنا لتلعنهم نَبُش في وجوههم مداراة لهم إلى أن نقدر على مصارحتهم، وجاء رجل واستأذن على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ائذنوا له فبئس أخو العشيرة ثم ألان له القول، وسهل معه الكلام سألوه بعد ذلك كيف تقول بئس أخ العشيرة ومع ذلك ألنت له الكلام؟ فقال: إن من شر الناس من يتقيه الناس اتقاء فحشه، أو يدعه الناس اتقاء فحشه فكأنه يداريهم لئلا يظهر منهم أكثر.