القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن رمضان
19399 مشاهدة print word pdf
line-top
فضل ليلة القدر

وأما فضل هذه الليلة؛ فمعلوم أن الله ذكر أنها خير من ألف شهر؛ والمعنى أن الصلاة فيها أفضل من الصلاة في ألف شهر، والعمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر؛ فروي أنه -صلى الله عليه وسلم- ذكر رجلا من بني إسرائيل حمل السلاح ألف شهر، فتعجب من ذلك الصحابة -رضي الله عنهم- وقالوا: كيف تبلغ أعمارهم إلى ذلك؟! فأنزل الله هذه الليلة.
حيث العبادة فيها خير من ألف الشهر الذي حمل ذلك الإسرائيلي فيه السلاح في سبيل الله، وبكل حال فإن هذا فضل عظيم، وعرفنا من فضلها أنها سبب لغفران الذنوب، وأن من حرمها؛ من حرم خيرها فقد حرم.
وأما العمل فيها فهو قيامها، أو قيام ما تيسر منها، وقد تكرر قول النبي صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وقيامها يحصل منا بصلاة ما تيسر منها، فإن من قام مع الإمام أول الليل أو آخره حتى ينصرف كتب من القائمين، وقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى ليلة مع أصحابه أو بأصحابه، فلما انصرفوا نصف الليل؛ قالوا: لو نفلتنا بقية ليلتنا، فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف؛ كتب له قيام ليلة .
قولهم: لو نفلتنا ليلتنا؛ يعني: لو كملت لنا ليلتنا، وزدت في الصلاة حتى نصليها كاملة، ولكنه -عليه الصلاة والسلام- بشرهم بهذه البشارة، وهي أن من قام هذه الإقامة، وصلى مع الإمام حتى يكمل الإمام صلاته كتب له قيام ليلة، فأنت إذا صليت مع الإمام أول الليل وآخره حتى ينصرف كتبت لك قيام تلك الليلة؛ فحظيت منها بما يسر الله، وكنت من القائمين؛ هذا هو القيام.
بقي النية والاحتساب والإيمان، وهو المذكور في قوله: إيمانا واحتسابا الإيمان هو التصديق بفضلها، والتصديق بمشروعية العمل الذي فيها؛ فالعمل الذي فيها مشروع، وهو الصلاة والقراءة والدعاء والابتهال والخشوع والعبادة.
فإذن، عليك أن تؤمن بأن الله أمر به وشرعه ورغب فيه، فمشروعيته متأكدة؛ إيمان الإنسان بذلك تصديقه بأن الله أمر به، وبأنه يثيب عليه.
وأما الاحتساب فمعناه خلوص النية وصدق الطوية؛ بحيث لا يكون في قلبه شك ولا تردد، وبحيث لا يريد من صلاته ولا من قيامه شيئا من حطام الدنيا، ولا شيئا من المدح ولا الثناء عليه، ولا يريد مراءاة الناس ليروه ولا ليمدحوه، ويثنوا عليه، إنما يريد أجره من الله -تعالى- فهذا معنى كونه قامها إيمانا واحتسابا.
وأما غفران الذنوب فإنه مقيد في بعض الروايات بغفران الخطايا التي دون الكبائر.
أما الكبائر فلا بد لها من التوبة النصوح؛ فالكبائر يجب على الإنسان أن يتوب منها ويقلع عنها ويندم. أما الصغائر فإن الله يمحوها عن العبد بمثل هذه الأعمال؛ بالمحافظة على هذه الأعمال التي منها صيام رمضان وقيامه وقيام هذه الليلة، ومن العمل فيها الاعتراف من العبد لربه بالتقصير وطلبه العفو.

line-bottom