من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن رمضان
19316 مشاهدة print word pdf
line-top
زيادة الاجتهاد في الطاعات في العشر الأواخر

وبقي عندنا البحث الثاني الذي في هذه الليالي أو العمل الثاني وهو الجد والاجتهاد؛ في حديث عائشة الذي مر بنا أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله وجد.
الجد هو بذل الجهد في طلب الطاعات أو في فعلها؛ يعني: بذل ما يمكنه من الوسع، وذلك يستدعي أن يأتي الطاعة بنشاط ورغبة وصدق محبة، ويستدعي منه أن يبعد عن نفسه الكسل والخمول والتواني والتثاقل وأسباب ذلك، وإذا قلت: في أي شيء يكون هذا الجد؟
فنقول: الجد في الصلاة؛ يعني بأن يصلي ما استطاع، والجد في القراءة بأن يجتهد ويقرأ ما تيسر من القرآن، والجد في الذكر بأن يذكر الله ولا ينساه، وأن يجعل لسانه رطبا بذكر الله.
والجد في الدعاء بأن يدعو ربه تضرعا وخفية وأن يكثر من الدعاء، والجد في الأعمال الخيرية المتعدية بالنصائح والعظات، وما أشبه ذلك، والجد في العلم والتعلم وما يتصل بذلك؛ كل ذلك من الجد داخل في قولها: جد؛ أي: اجتهد في الأعمال كلها.

line-bottom