تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
تفاسير سور من القرآن
66452 مشاهدة
تعدد الزوجات

...............................................................................


وكذلك يزعمون أن تعدد الزوجات من التشريع الذي ليس بطيب، وكل هذا قصور منهم قبحهم الله؛ لأن تعدد الزوجات فيه مصلحة المرأة ومصلحة الرجل ومصلحة المجتمع؛ فهو تشريع سماوي يشمل جميع المصالح.
وهم يقولون: إن تعدد الزوجات أمر لا ينبغي؛ لأن الرجل إذا كانت امرأته واحدة أمكنه أن يأخذ بخاطرها، وأن يعيش معها في عيش مستقيم ..كل منهما قرير العين بصاحبه.
أما إن جمع معها أخرى فإنه إن أرضى هذه سخطت هذه، وإن أرضى هذه سخطت هذه؛ فهو بين سخطتين دائما وفي نزاع دائم، وأن الإيثار بالضرة الأخرى يؤلم قلب الزوجة الأولى، وأن هذا التشريع ليس بطيب.
وكل هذا جهالة منهم قبحهم الله؛ لأن المشاغبة أمر طبيعي بين الناس؛ فالرجل تقع المشاغبة بينه وبين أمه وبينه وبين أبيه وأخيه، وبينه وبين زوجته الواحدة؛ فهي أمر طبيعي بالنسبة إلى الناس. يتخاصمون مرة ويكون بينهم بعض الشنآن والشر، ثم يرجع كل منهم إلى رضا الآخر، وهذا أمر طبيعي من ضروريات الحياة.
والمرأة الواحدة قد تمرض وقد تنفس وقد تحيض، فتبقى منافع الرجل معطلة. والمرأة غير صالحة في ذلك الوقت بنفاسها أو حيضها أو مرضها -غير صالحة في ذلك الوقت لأخص لوازم الزوجية؛ فتبقى مراغب الرجل معطلة، وهذا لا ينبغي.
ثم إن الله أجرى العادة بأن النساء أكثر من الذكور في جميع أقطار الدنيا، وكذلك تثبته الإحصاءات العالمية بأن الذكور أكثر تعرضا لأسباب الموت من النساء؛ فهم أكثر خروجا للقتال، وأكثر مزاولة في ميادين الحياة؛ فالموت يكثر فيهم غالبا؛ فالنساء أكثر في جميع أقطار الدنيا.
فلو قصر كل رجل على امرأة واحدة؛ لبقي عدد ضخم ورقم عال عظيم من النساء لا أزواج لهن؛ فيضطررن إلى الرذيلة وإلى الزنا وإلى تفشي الرذيلة، وضياع الخلق ومكارم الأخلاق؛ مع أنه لو جمع الرجل اثنتين أو ثلاثا كما قال الله فلا ضرر على المرأة.
لا تجد ضررا من عدم الحظ الإنساني؛ لأن الرجل يأتيها في ليال قليلة، وتجد من يقوم بشئونها. ولذا البلاد التي تمنع تعدد الزوجات تجدها تمنع أمرا حلالا فيه صالح الرجل، وصالح المرأة، وصالح المجتمع بكثرة الأولاد. وهم مع ذلك فيهم كثير من النساء همل لا أزواج لهن، لا حرفة لهن إلا الزنا.
وكل واحد والعياذ بالله له صدائق وخليلات يزاني بهن والعياذ بالله؛ فتنتشر الرذيلة وتضيع الأخلاق وتضيع المروءة؛ فالنساء أكثر من الرجال، وكذلك النساء مستعدات كلهن للزواج؛ لأن كل امرأة بلغت مبلغ الزواج فهي مستعدة للزواج.
وما كل الرجال مستعدا للزواج؛ لأنه قد يعوقه الفقر عن القيام باللازم ونحو ذلك. فلو قصر الواحد على الواحدة لبقي عدد ضخم خال من أزواج، وكانت حرفته الزنا والعياذ بالله؛ فضاعت أخلاقه وضاعت مروءته وضاع شرفه.
هذا هو تشريع خالق السماوات والأرض، والمرأة وإن كان في الضرة عليها بعض أذى في قلبها إلا أن هذا الأذى الخفيف، أنه يغتفر لأجل هذه المصالح العظام؛ وهي مصلحة الرجل؛ حيث لا تعطل منافعه وقت حيض المرأة أو نفاسها أو مرضها.
وفيه مصلحة للمرأة؛ حيث لا يبقى عدد ضخم من النساء لا أزواج لهن؛ لأن الرجال أقل منهن. وفيه مصلحة للأمة بكثرة النسل؛ لأنه إذا تعددت الزوجات كثر النسل، وفي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بالتزويج وأنه يكاثر بنا الأمم.
فتعدد الزوجات مصلحة لنفس المرأة؛ لئلا تبقى لا زوج لها فتحترف حرفة الزنا وتضيع. ومصلحة للرجل لئلا تعطل منافعه وقت حيض المرأة أو نفاسها أو مرضها، وفيه مصلحة للأمة بكثرة الرجال؛ لأن الكثرة لها شأن وتقدر الأمة على أن تكافح بها عدو الإسلام، وترد بها الكفاح الدائم لبلادها؛ فهذه مصالح الإسلام وهي واضحة لا شك فيها.