الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
تفاسير سور من القرآن
66633 مشاهدة
معنى قوله تعالى: وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

...............................................................................


وقوله تعالى: وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ معناه: أنه جل وعلا قادر على كل شيء؛ فهو قادر على ما شاء، وقادر أيضا على ما لم يشأ؛ فهو جل وعلا قادر على هداية أبي بكر الصديق وقادر على هداية أبي لهب لا شك أنه قادر على الأمرين، وقد أراد أحد المقدورين وهو هداية أبي بكر ولم يرد المقدور الثاني وهو هداية أبي لهب
فهو جل وعلا قادر على كل شيء لا يتعاصى عليه شيء، يقول للشيء كُنْ فَيَكُونُ خلقه لجميع البشر كخلقه لنفس واحدة مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ؛ لأنه جل وعلا لا يتعاصى على قدرته شيء سبحانه جل وعلا.
ونرجو الله جل وعلا أن يوفقنا لما يرضيه، ويستعملنا في طاعته، وأن يمسكنا بسنته، ويجعلنا من المجاهدين فيه. اللهم أقم علم الجهاد، اللهم انصردينك وأعل كلمتك، اللهم انصردينك وأعل كلمتك. اللهم خذ بنواصي المسلمين وأيديهم إلى الخير رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.