إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
تفاسير سور من القرآن
66474 مشاهدة
معنى قوله تعالى: لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ

...............................................................................


لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ المواطأة الموافقة؛ أي ليوافقوا عدة ما حرم الله؛ لأن الله حرم أربعة أشهر من السنة، فهم يحرمون قدر ما حرم الله إلا أنهم يعصون الله بتغييره عن محله، فالعدة هي العدة، ولكن عين الزمان ليست هي عين الزمان؛ فهم يصيبون في العدة، ويخطئون في تعيين المعدود. ومن هنا كانوا عصاة بذلك، هذا هو الصحيح في معنى الآية الذي لا إشكال فيه .
والصور الأخر فيها نظر وليست بصواب، وإن قال بها من قال بها من العلماء؛ فهذا معنى قوله: لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ زين لهم الشيطان سوء أعمالهم الخبيثة.
وهذا يدل على أن من أسوأ الأعمال وأخبثها تحليل ما حرمه الله، وتحريم ما أحل الله زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ .