جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
81205 مشاهدة
دعوة سيدنا نوح للتوحيد

...............................................................................


ثم نعرف -أيضا- أن لا إله إلا الله كلمة اتفقت عليها دعوة الأنبياء من أولهم إلى آخرهم، كلهم يدعون إلى كلمة لا إله إلا الله.

قال الله تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أي: لا إله لكم -إله حق صحيح- غيره، فلا تجعلوا معه غيره من المألوهات؛ ولكنهم أصروا على اتخاذ آلهة غير الله؛ فلذلك حكى الله تعالى عنهم أنهم قالوا: لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ أي: معبوداتكم، وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا إلى آخره. دل على أنهم يسمونها آلهة: ودا، وسواعا، ويغوث، ويعوق، ونسرا جعلوها آلهة، فلما قال لهم: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أنكروا ذلك، وقال بعضهم لبعض: لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ أي: لا تتركوا تَأَلُّهَهَا وعبادتها.