إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية
47454 مشاهدة print word pdf
line-top
الحديث الصحيح شروطه وأقسامه

أوَّلٌها الصحيحٌ وَهُوَ ما اتَّصَل إِسْنَادُه وَلَــم يُشَـــذَّ أَوْ يُعلّ
الحديث الصحيح
قوله:
( أولها الصحيحُ وهو ما اتّصل ... إسناده...).


الصحيح: مشتق من الصحة، وهي ضد البطلان، والصحيح بمعنى الثابت، صح الشيء يعني: ثبت وتحقق، وصح الحديث، يعني: ثبت نقله واعتمد ووثق به.
تعريفه:
والحديث الصحيح هو: ما رواه عدلٌ ضابطٌ مُعتَمدٌ في ضَبْطِه ونَقْلِه، واتّصلَ إسناده دون أن يكون فيه انقطاع، وسلم من العلة والشذوذ.
شروط الحديث الصحيح
فشروطه:
أولا: اتصال السند.

ثانيا: عدالة الراوي.
ثالثا: تمام ضبط الراوي.
رابعا: السلامة من العلة.
خامسا: السلامة من الشذوذ.
أي لا بد للحديث الصحيح من هذه الضوابط.
تعريف السند
والسند هو: رجال الحديث، أي: سلسلة الرجال الموصلة للمتن، ومعنى اتصال السند: كون هذا يرويه عن هذا وقد لقيه، وهذا يرويه عن هذا وقد لقيه، وهذا يرويه عن هذا وقد لقيه، إلى أن يأتي إلى الصحابي الذي سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم.
محترزات الحديث الصحيح:
قوله: (ما اتصل إسناده ...).

يَخرج ماذا؟ يخرج الانقطاع، وسيأتينا أمثلة للانقطاع, والمنقطع:
(منـه) ما سقط من أوله واحد أو أكثر، ويسمى معلقا .
(ومنه) ما سقط من آخر الإسناد، ويسمى مرسلا .
(ومنه) ما سقط من وسطه اثنان متواليان، ويسمى معضلا .
(ومنه) ما سقط من وسطه واحد ويسمى منقطعا ، أو سقط من وسطه اثنان غير متواليين، ويسمى أيضا منقطعا .

يعني: مثلا الراوي الأول سمعه من شيخ أسقطه، ورواه عن شيخ شيخه، وهو لم يلقه أو لم يسمعه منه فأصبح بينه وبينه فجوة، فيقال: هذا الإسناد منقطع، أي: كيف يرويه هذا عن هذا وهو ما لقيه، فلا بد أن يرويه واحد عن واحد قد لقيه، والثاني عن ثالث قد لقيه، والثالث عن رابع قد لقيه، إلى أن يتصل بالصحابي.
فمثلا إذا قال الإمام مسلم: حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا إسماعيل بن جعفر، حدّثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، تحققنا أن مسلما قد روى عن قتيبة وهو أحد مشايخه الذين أدركهم، وتحققنا أن قتيبة روى عن إسماعيل وأن إسماعيل أدرك ابن دينار وأخذ عنه، وأن ابن دينار أدرك ابن عمر وروى عنه، فالإسناد هنا متصل؛ لذلك نقول: قد اتصل الإسناد، وهكذا إذا قال: حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث قال، حدثني أبي شعيب قال، حدثني جدي الليث بن سعد (الإمام المشهور قال، حدثنا بكير بن الأشج، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، تحققنا أن عبد الملك قد روى عن أبيه شعيب، وأن شعيبا أدرك أباه الليث، وأن الليث روى عن بكير، وأن بكيرا روى عن سهيل، إلى آخر ذلك، فنقول: هذا إسناد متصل.
 لكن لو رواه عبد الملك بن شعيب عن جده الليث وهو ما أدركه أصبح منقطعا، ولو رواه عبد الملك عن بكير بن الأشج وأسقط أباه وجَده فهذا نسميه معضلا؛ حيث سقط فيه اثنان متواليان، وهكذا، ومثل هذا يكون ضعيفا لا يُعمل به حتى يأتي من طريق أخرى متصلا.
 

line-bottom