الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية
الحديث الصحيح شروطه وأقسامه
أوَّلٌها الصحيحٌ وَهُوَ ما اتَّصَل | إِسْنَادُه وَلَــم يُشَـــذَّ أَوْ يُعلّ |
قوله:
( أولها الصحيحُ وهو ما اتّصل ... إسناده...).
الصحيح: مشتق من الصحة، وهي ضد البطلان، والصحيح بمعنى الثابت، صح الشيء يعني: ثبت وتحقق، وصح الحديث، يعني: ثبت نقله واعتمد ووثق به.
تعريفه:
والحديث الصحيح هو: ما رواه عدلٌ ضابطٌ مُعتَمدٌ في ضَبْطِه ونَقْلِه، واتّصلَ إسناده دون أن يكون فيه انقطاع، وسلم من العلة والشذوذ.
شروط الحديث الصحيح رأس>
فشروطه:
أولا: اتصال السند.
ثانيا: عدالة الراوي.
ثالثا: تمام ضبط الراوي.
رابعا: السلامة من العلة.
خامسا: السلامة من الشذوذ.
أي لا بد للحديث الصحيح من هذه الضوابط.
تعريف السند رأس>
والسند هو: رجال الحديث، أي: سلسلة الرجال الموصلة للمتن، ومعنى اتصال السند: كون هذا يرويه عن هذا وقد لقيه، وهذا يرويه عن هذا وقد لقيه، وهذا يرويه عن هذا وقد لقيه، إلى أن يأتي إلى الصحابي الذي سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم.
محترزات الحديث الصحيح:
قوله: (ما اتصل إسناده ...).
يَخرج ماذا؟ يخرج الانقطاع، وسيأتينا أمثلة للانقطاع, والمنقطع:
(منـه) ما سقط من أوله واحد أو أكثر، ويسمى معلقا .
(ومنه) ما سقط من آخر الإسناد، ويسمى مرسلا .
(ومنه) ما سقط من وسطه اثنان متواليان، ويسمى معضلا .
(ومنه) ما سقط من وسطه واحد ويسمى منقطعا ، أو سقط من وسطه اثنان غير متواليين، ويسمى أيضا منقطعا .
يعني: مثلا الراوي الأول سمعه من شيخ أسقطه، ورواه عن شيخ شيخه، وهو لم يلقه أو لم يسمعه منه فأصبح بينه وبينه فجوة، فيقال: هذا الإسناد منقطع، أي: كيف يرويه هذا عن هذا وهو ما لقيه، فلا بد أن يرويه واحد عن واحد قد لقيه، والثاني عن ثالث قد لقيه، والثالث عن رابع قد لقيه، إلى أن يتصل بالصحابي.
فمثلا إذا قال الإمام مسلم: اسم> حدّثنا قتيبة بن سعيد، اسم> حدّثنا إسماعيل بن جعفر، اسم> حدّثنا عبد الله بن دينار، اسم> عن ابن عمر، اسم> تحققنا أن مسلما اسم> قد روى عن قتيبة اسم> وهو أحد مشايخه الذين أدركهم، وتحققنا أن قتيبة اسم> روى عن إسماعيل اسم> وأن إسماعيل اسم> أدرك ابن دينار اسم> وأخذ عنه، وأن ابن دينار اسم> أدرك ابن عمر اسم> وروى عنه، فالإسناد هنا متصل؛ لذلك نقول: قد اتصل الإسناد، وهكذا إذا قال: حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث اسم> قال، حدثني أبي شعيب اسم> قال، حدثني جدي الليث بن سعد اسم> (الإمام المشهور قال، حدثنا بكير بن الأشج، اسم> عن سهيل بن أبي صالح، اسم> عن أبيه، عن أبي هريرة، اسم> تحققنا أن عبد الملك اسم> قد روى عن أبيه شعيب، اسم> وأن شعيبا اسم> أدرك أباه الليث، اسم> وأن الليث اسم> روى عن بكير، اسم> وأن بكيرا اسم> روى عن سهيل، اسم> إلى آخر ذلك، فنقول: هذا إسناد متصل.
لكن لو رواه عبد الملك بن شعيب اسم> عن جده الليث اسم> وهو ما أدركه أصبح منقطعا، ولو رواه عبد الملك اسم> عن بكير بن الأشج اسم> وأسقط أباه وجَده فهذا نسميه معضلا؛ حيث سقط فيه اثنان متواليان، وهكذا، ومثل هذا يكون ضعيفا لا يُعمل به حتى يأتي من طريق أخرى متصلا.
مسألة>