إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية
37338 مشاهدة
تعريفُ أنواع من المصطلح

ثم قال الناظم رحمه الله:
و(المُدرَجاتُ) في الـحـديـثِ ما أَتتْ منْ بعضِ أَلفاظِ الرُّواةِ اتصلـت
وَما رَوى كلُّ قريـنٍ عـن أَخـــِهْ (مُدبَّجٌ) فاعرِفهُ حَقا وانتـــخِه
مُتَّفِقٌ لفْظا وَخَطّا (مُتفـــــــِقْ) وضِدٌّهُ فيما ذَكرْنا (الـمفـترِقْ)
(مُؤتَلفٌ) مُتّفقُ الخطِّ فقَـــــــطْ وضِدُّهُ (مختلِف) فَاحْش الغلـَطْ
(والمُنكَرُ) الفرْدُ بـهِ راوٍ غـــــدا تعُدِيلُهُ لا يَحْمِلُ التَّفـــــرُّدَا
(مَترُوكُهُ) ما واحِدٌ بهِ انْفــــــَرَدْ وأَجْمَعُوا لِضَعْفهِ فهْوَ كَــــرَدّ
والكَذِبُ المُخْتَلَقُ المصْنـــــــُوعُ عَلَى النَّبي فَـذلـِك (الموْضوعُ)
وقد أتتْ كالجَوْهَرِ المكْنُــــــــونِ  سمَّيتُها منظـــُومَةَ البَيْقُوني
فوقَ الثلاثينَ بأَربَعٍ أَتـــــــــت أَبياتُها ثُمَّ بخَيرٍ خُتــــــِمَت
في هذه الأبيات تعريفُ أنواع من المصطلح فمنها (المدرج ومنها (المدبج) ومنها (المتفق والمفترق) ومنها (المؤتلف والمختلف)  ومنها (المنكر) ومنها (المتروك) ومنها (الموضوع).