إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية
34002 مشاهدة
متن المنظومة البيقونية

 
أَبـدَأُ بِـالْحَمْـدِ مُصَلِّيــا عــَلَى مُحَمَّـدٍ خَيـرِ نبــــيٍ أُرْسِــــلاَ
وذِي مِنْ أَقْسَامِ الحَدِيثِ عـــــِدَّة    وكلُّ واحَدٍ أتـى وحَـــــــــدّهْ
أَوَّلُها الصَّحيحُ وهْوَ ما اتَّصــــلْ إِسْنَادُه وَلَـم يُشَذَّ أَوْ يُعَــــــــلّ
يرْوِيهِ عَدْلٌ ضَابطٌ عَنْ مــِثـــلهِ  مُعْتمَدٌ في ضَبْطِهِ وَنقْـــــــــلِهِ
والحَسَنُ المعْرُوفُ طُرْقا وغـــدتْ رجَالهُ لـا كـــالصّحيـح اشتهــرتْ
وكلُّ ما عَن رُتْبَةِ الحُسْنِ قَصــــُر فهــو الضّعِيـفُ وهْوَ أَقْسَـــام كُثرْ
وَمَا أُضِيفَ لِلنَّبي المرْفــــــوعُ وَمَا لِتابعٍ هوَ المقــــــــــطوعُ
وَالمُسْنَدُ المتَّصلُ الإِسنـــادِ مــِن   رَاويـهِ حَتـى المُصْطفــى وَلَـمْ يَبـنْ
وَمَا بِسَمْع كلِّ رَاوٍ يتَّصـــــــِل إسنـادُه لِلمصطفـــى فالمــــتَّصِلْ
مُسَلسلٌ قلْ ما عَلــــى وَصـفٍ أَتى مِثْلُ أَمــَا وَاللهِ أَنبــانِي الــفَتــى
كَذَاكَ قَد حَدَّثنيهِ قَائِــــــــــما أَوْ بَعْدَ أَنْ حدَّثنــي تبسَّمــــــــا
عَزيزُ مَروي اثنين أَوْ ثــلاثـــــهْ مشهــورُ مَرْوي فـــوقَ مــا ثـلاثهْ
مُعنَعنٌ كَعنْ سعيدٍ عن كَــــــــرَم وَمُبْهَمٌ مَــا فِيــهِ رَاوٍ لَـمْ يُســـــم
وكُلُّ مَا قَلَّتْ رِجَالُه عَـــــــــلا وَضِدُّهُ ذَاكَ الذِي قدْ نَـــــــــــزَلا
وَمَأ أَضفتَهُ إلى الأَصْحاَبِ مـِــــنْ   قَوْلٍ وَفِعـلٍ فَهْوَ موقــــوفٌ زُكـــِن
وَمُرْسلٌ مِنهْ الصّحَابيُّ سَقـــــَطْ وقلْ غريـبٌ مــا روَى راوٍ فقـــــطْ
وَكُلُّ مَا لَمْ يَتَّصِلْ بِحَـــــــــال إِسْنَادُهُ مُنقطِعُ الأَوْصَـــــــــــالِ
وَالمُعْضَلُ السَّاقِطُ مِنْهُ اثنَــــــانِ وَما أَتى مُدَلَّسا نوعــــــــــــانِ
الأَوَّلُ الإِسْقَاطُ للشيـــــــخِ وأَنْ يَنقُلَ عمَّـــنْ فوْقَـهُ بعـَـــــن وأَنْ
والثّانِ لا يُسقطهُ لكـن يَصـــــِفْ أوْصَافهُ بِمـا بِـه لـا يَنْعـَــــــرِف
ومَا يُخالِفُ ثقةٌ فِيـهِ المـــــــلا فالشْاذُّ والمقلـوبُ قِسمــــانِ تَــــلا
إبدالُ رَاوٍ مّا بِرَاوٍ قِسْـــــــــمُ  وقَلْبُ إِسْنـَادٍ لِمتنٍ قِسـْــــــــــمُ
وَالفَرْدُ ما قيّدْتَهُ بِثقَــــــــــة أَوْ جمْعٍ أَوْ قْصرٍ علـى رِوَايـــــــــة
وَما بِعِلة غُموض أَوْ خـفَـــــــا مَعَلَّلٌ عِندَهُمُ قَــدْ عُرِفَــــــــــــا
وَذُو اخْتِلافِ سندٍ أَوْ مَتــــــــنِ مُضطَرِبٌ عِنْدَ أُهيلِ الفَــــــــــــنِّ
وِالمُدرَجــاتُ فــي الحـديثِ ما أَتتْ منْ بعـضِ أَلفــاظِ الرُّواةِ اتصلـــــتْ
وَما رَوى كلُّ قرينٍ عن أَخـــــــِهْ مُدبَّجٌ فاعرِفـهُ حَقــا وانتَخــــــــِه
مُتَّفِقٌ لفْظا وَخَطّا مُتفِـــــــــقْ وضــدُّهُ فيمــا ذَكرْنـــا المفتــــرِقْ
مُؤتَلــفٌ مُتّفقُ الخـــطِّ فقَــــطْ  وضــدُّهُ مختلـِفٌ فــاحْشَ الغلَـــــطْ
والمنكرُ الفرْدٌ بـه راوٍ غــــــدا تعْدِيلُهُ لـا يحمِلُ التُّفــــــــــــرُّدَا
متروكُهُ مـا واحدٌ بـه انفـــــرَدْ وأَجمَعُوا لضعفهِ فهـوَ كَــــــــــرَدْ
والكذِبُ المُخْتَلقُ المصنُــــــوعٌ عَلَى النبيِ فذلِكَ الموْضــــــــــوعُ
وقـدْ أَتتْ كالجَوْهَرِ المكْنـــــونِ سمّيتٌهــا مَنظُومَــةَ البَيْقـــــــوني
فـوقَ الثلاثيـنَ بأَربَعٍ أَتــــــت أَبياتُها ثمَّ بخَير خُتِمـَــــــــــــتْ