إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية
44635 مشاهدة print word pdf
line-top
الحديث المضطرب

وَذُو اخْتِلافِ سَندٍ أَوْ مَتنِ مُضطَرِبٌ عِنْـدَ أُهيلِ الفَن
الحديث المضطرب:
قوله:
(وذو اختلاف سند أو متن... مضطرب عند أهيل الفن).


(المضطرب) هو الذي يقع فيه اختلاف في أَلفاظه، يقال: اضطرب الرواة في هذا الحديث، فرواه بعضهم كذا ورواه بعضهم كذا، ولم نستطع أن نرجح راويا على راو، ويعد الاضطراب قادحا في الحديث مسبّبا اطِّرَاحه، ومثّلَ له ابن القيم بحديث أبي هريرة الذي في ( السنن ) ، (والمسند ) في صفة الصلاة إذا سجد أَحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه وقال: إن هذا حديث مضطرب، رواه بعضهم: وليضع يديه قبل ركبتيه ورواه بعضهم بالعكس: إذا سجد أَحدكم فليضع ركبتيه قبل يديه، ولا يبرك كبروك الفحل وبعضهم حذف الجملة كلها واقتصر على: فلا يبرك كبروك الفحل ولم يذكر اليدين والرجلين، وبعضهم رواه: إذا سجد أحدكم فليضع يديه على ركبتيه ولم يقل: قبل ركبتيه، وقال بعضهم: كالبعير يضع ... إلخ ذلك من الروايات، فجعل هذا اضطرابا يقدح به في الحديث.

فالمضطرب ضعيف؛ حيث إننا لا ندري نأخذ بهذا أَم بهذا أَم بهذا، فيطرح الحديث فنقول:
المضطرب هو: الذي يختلفُ فيه الرواة، فَيروُونه على وجوه مُحتَمِلة، فلا نرجح هذا على هذا، بل يُتَوَقَّفُ في قبوله كله ويعدل إلى غيره، فإن كان أصل الحديث محفوظا في الصحيحين مثلا ثم حصل اضطراب فيما بعد في السند أو في المتن فإنه لا يضر، وأكثر ما يكون الاضطراب في السند؛ حيث يبدل راوٍ براو، ويوصل مرة ويقطع مرة، فيقال: هذا مضطرب السند، ولا يضر الاضطراب في الإسناد إن كان أصله محفوظا وحَدَثَ الاضطراب متأخرا.

line-bottom