شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
السلف الصالح بين العلم والإيمان
10168 مشاهدة
مفهوم الإيمان

كذلك في عنوان المحاضرة أن مما يبحث فيه مسألة الإيمان. السلف بين العلم والإيمان.
نقول: ما المراد بالإيمان؟
لا شك أن الإيمان في الأصل هو: العقيدة الراسخة في القلب، وأن تلك العقيدة لا بد أن يكون لها معتمد، فإن الشيء الذي له معتمد يعتمده يكون راسخا راسيا لا يُخاف عليه أن يتزعزع ولا أن يسقط، فإن - مثلا - هذه الحيطان في المسجد أو في غيره من البنايات أو هذه العمد تعتمد عليها السقوف، فإذا كانت على أساس وعلى قوة يعني: قد عُمِّقَ لها وقد أُثبتت في الأرض وقد قَوِيت فإن البناء يثبت وينتفع به، وأما إذا لم يكن لها أساس؛ بل كانت على وجه الأرض، ولم تكن على أصل تعتمد عليه؛ فإنه -مثلا- أدنى بلل تبتل به الأرض تسقط أو تنزل أو تتصدع الحيطان أو ما أشبه ذلك.