لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
السلف الصالح بين العلم والإيمان
8749 مشاهدة
عقيدة السلف الصالح

وقد ذكر علماء الأمة كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن عقيدة السلف وعقيدة أتباعهم هي ما كان عليه الصحابة -رضي الله عنهم- وما بلَّغه لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما أخذ عن الوحيين الكتاب والسنة. وأن هذا هو الواجب، وأنه هو الهدى الذي بعث الله تعالى به رسوله في قول الله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولا شك أن من اتبعه فإنه على هدى، ومن تركه وحاد عنه فإنه على ضلال، ولا شك أيضًا أنه الصراط السوي الذي أمرنا الله تعالى باتباعه في قوله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ فذكر أن من صار عليه فإنه بمنزلة من يسير على الصراط المستقيم. ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- وضح معنى هذه الآية فخط خطا مستقيما، وقال: هذا صراط الله، وخط خطوطا عن يمينه وعن يساره، وقال: هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ؛ يعني: أن من صار على هذا السبيل السوي فإنه يؤدي به إلى النجاة، ومن انحرف عن بنيات الطريق فإنه يؤدي به إلى الهلاك.
والصراط سمي مستقيما لأنه ليس فيه أية اعوجاج ولا أية انحراف؛ وإنما فيه أنه سبيل الله الذي ليس على من سار عليه خوف، ثم هو واضح الأعلام، واضح المعالم لا يخفى على أي إنسان.