إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
السلف الصالح بين العلم والإيمان
10161 مشاهدة
أعمال السلف علامة إيمانهم

فمن آثار إيمانهم الذي رسخ في قلوبهم: ما نقل عنهم من الأعمال، الأعمال الصالحة هي ثمرة لتلك العلوم، أليس منهم من فتحوا البلاد؟ وجاهدوا حق الجهاد في سبيل الله تعالى؟ حتى أظهر الله تعالى بهم الدين في زمن يسير في أقل من ثمانين سنة فتحوا أكثر المعمورة.
لماذا؟ لأن إيمانهم راسخ في تلك القلوب اندفعوا بقوة، وقاتلوا ببسالة وبشجاعة، فأظهر الله تعالى الدين على أيديهم، وبلغ هذا الإسلام مشارق الأرض ومغاربها، وسمع به من في قاصي البلاد ودانيها حتى عمر به ثلاثة أرباع المعمورة أو نحو ذلك.
لا شك أن هذا دليل على أنهم عن إيمان. الإيمان القوي هو الذي يدفع بصاحبه ؛ وذلك لأنه يعرف أن هذه الدنيا متاع، وأن الآخرة هي دار القرار، وإيمانه بالله إيمانه بالآخرة إيمانه بالجنة إيمانه بالثواب يدفعه إلى أن يفدي بنفسه، وألا يخاف في الله لومة لائم. يتكلم بكلمة الحق عند أي الإنسان ولا يداري ولا يداهن، وكذلك ينفق ما عنده في سبيل الله طلبا لمرضاته، ويبيت في أهله وعياله ليس لهم طعام ثقة بالله عز وجل.