من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
حوار هاتفي مع الشيخ أجراه عادل باناعمة
9090 مشاهدة
رأي الشيخ في برامج الكمبيوتر العلمية

- جزاكم الله خيرا. طيب فضيلة الشيخ: ظهرت اليوم كثير من برامج الحاسب الآلي التي تضم أعدادا ضخمة من كتب الحديث فهل ترون الاعتماد عليها في التخريج وعزو الأحاديث؟ أم لا بد للطالب من أن يتحقق من الكتب مباشرة؟
لا شك أن هذه البرامج مفيدة، وأنها تقرب المراجع إذا عرضها على الحاسب الآلي ظهرت إليه الصفحة والجزء الذي يريد أن يجد فيه الحديث والبحث، فهي تقرب، ولكن لا نرى الاعتماد عليها دائما، فنرى أن عليه أن يمرن نفسه على المراجع، وأن يتعود على البحث في الكتب لمعرفة فهارسها، ومعرفة مواضع الأحاديث، ومواضع البحوث -أيا كان ذلك البحث- حتى يكون عنده قدرة وملكة عند الحاجة إليها.
وقد لا يكون برنامج الحاسب الآلي هذا متوفرا عنده أو متمكنا معه بخلاف الكتاب فإنه يصحبه في السفر وفي الحضر، فإذا كان عارفا لمواضع الأحاديث وما أشبهها سهل عليه استخراج الحديث من موضعه بسهولة. نعم.