إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
حوار هاتفي مع الشيخ أجراه عادل باناعمة
8033 مشاهدة
العالِم والشهادات العلمية

- طيب فضيلة الشيخ: كيف تقومون تجربتكم في الماجستير والدكتوراه؟ وهل ترون للدعاة والعلماء أن يسعوا للحصول على هذه الشهادات، ولا سيما في هذا الزمن زمن الشهادات والأوراق؟
..... الناس وعند كذلك كبار المسئولين الذين يقدرون العالم بما اشتهر به وبهذه الشهادة وهذه الأوراق، ولكن ليست دليلا على الحصيلة العلمية؛ فكثير ممن لا يحملون هذه المؤهلات عندهم حصيلة علمية، وعندهم ملكة على العلم، وعندهم قدرة على الكلام وعلى الفتاوى وعلى تخريجها، ولم يكونوا من أهل هذه المؤهلات وما أشبهها، ولكن إذا كان الإنسان في بلد لا يعرفون إلا هذه المؤهلات؛ فنرى أن عليه أن يهتم بها حتى يكون له قابلية عند عامة الناس إذا دعا أو أفتى أو علّم أو درّس أو نحو ذلك؛ فنرى أن للدعاة والعلماء الذي يحتاجون إلى السفر في الخارج، والاتصال بقرى لا يقدرون للعالم علمه إلا بهذه المؤهلات؛ أن يحرص على هذه الشهادات؛ حتى يكون له مكانة وقابلية عند الخاصة والعامة. نعم.