شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
حوار هاتفي مع الشيخ أجراه عادل باناعمة
10969 مشاهدة print word pdf
line-top
دور العلماء في مواجهة الغزو الفكري

- جزاكم الله خيرا. طيب فضيلة الشيخ في هذا الزمن المعاصر -زمن العولمة والغزو الثقافي الشرس والفتن الطاغية- هل هناك أعباء جديدة ملقاة على العلماء والدعاة؟
لا شك أن العلماء يجب عليهم أن يبذلوا ما في وسعهم من إظهار الحق، ورد الباطل، ولا شك أن هناك هذا الغزو الفكري الذي تبثه الإذاعات الخارجية، وتفتن به الذين يتلقونه ويحسنون الظن بأولئك المذيعين، وبأولئك الدعاة إلى الباطل.
فالواجب على العلماء في كل زمان وفي كل بلد أن يبصروا الأمة، وأن يحذروهم من هذه الفتن، وأن يبينوا لهم الحق في إذاعات مرئية أو مسموعة، وفي صحف مقروءة يومية أو شهرية أو أسبوعية، وكذلك في خطب وفي مجالس وفي حلقات؛ حتى لا الشر لا يتمكن في نفوس الناس.
وقد رأينا -كما ذكرتم- أن كثيرا من المفتونين بهذا أصبحوا علمانيين يبيحون الكثير من المحرمات، ويرون أن منعها تحجر لشيء وسع الله عليهم فيه، وما أشبه ذلك، وانخدعوا بما يذيعه أعداء الإسلام من النصارى واليهود وأشباههم، انخدعوا بأولئك الدعاة، وغرهم أفكارهم وثقافتهم وتفكيرهم وعلومهم، وما وصلوا إليه، وصاروا يعظمون الكفار أكثر من تعظيم المسلمين؛ وسبب ذلك غفلة أهل الحق حتى تمكنت هذه الإذاعات، وهذا الغزو الفكري، تمكن من نفوس أولئك الذين يتابعون ذلك.
فلعل أهل الحق وأهل الخير والدعاة إلى الله تعالى أن ينتبهوا، وقد رأينا إن شاء الله أن هناك وعيا وصحوة، وأن هناك دعاة تندس في أرجاء البلاد، وأن هناك من تراجع ممن كانوا على جانب من هذه العولمة وممن انخدعوا سابقا، رجعوا إلى الحق وقاربوا الرجوع إلا من حكم الله تعالى عليه بالحرمان -نعوذ بالله-.

line-bottom