حوار هاتفي مع الشيخ أجراه عادل باناعمة
منهج طلب العلم
- حفظكم الله فضيلة الشيخ. فضيلة الشيخ: شاعت بين شباب الصحوة في هذه الأيام ظاهرة ثقافة الشريط والكتيب ؛ بحيث صار اتصال الشباب بالعلم الشرعي -أو كثير منهم- لا يتجاوز المحاضرات وقراءة بعض الكتيبات، وقلَّ الذين يجلسون إلى المشايخ، أو يجردون المطولات من كتب أهل العلم. ما هو تقديركم لمدى انتشار هذه الظاهرة في وسط شباب الصحوة؟ وما رأيكم فيها؟
سؤال> نرى أن هذا نقص في المعلوميات. لا شك أن الشريط وأن الكتيب الصغير قد يحتوي على علم وعلى ثقافة وعلى فوائد، ولكن طالب العلم لا يقتصر على مثل هذا. نوصي طلبة العلم بأن يواصلوا الطلب إذا كانوا درسوا في الجامعات أو في التخصصات، فإن من تمام ذلك ملازمتهم لحلقات المشائخ وللمحاضرات وللندوات، ولمجالسة العلماء والأخذ منهم.
وكذلك أيضا إعراضهم عن الكتب القديمة والكتب المطولة فيه أيضا شيء من النقص. الواجب على طالب العلم أن يمرن نفسه على قراءة الكتب، ومعرفة الأماكن التي توجد فيها المباحث في المطولات، يقتني كتب مذهب من المذاهب، أو مذهبين، أو الكتب التي تأتي بالأدلة وتوردها.
ثم يتمرن على معرفة البحث؛ إذا بحث مثلا في طهارة المياه؛ بحثها في هذا الكتاب، ثم في الكتاب الثاني، ثم في الثالث إلى أن يعرف مواضعها، وكذلك أيضا إذا بحث في النية في الصلاة وكونها شرطا، أو بحث في صفة الوضوء؛ لا يقتصر على سماعه من شريط أو سماعه من كتيب صغير أو نحو ذلك، بل يعود نفسه بأن يقرأ في الكتب الطويلة، وأن يسأل المشايخ عن مواضع هذا البحث؛ حتى يكون على معرفة بالكتب وفوائدها، والقدرة على استنباط الأحكام، وعلى معرفة مواضع البحوث، هذه هي صفة طالب العلم. نعم.
مسألة>