الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
حوار هاتفي مع الشيخ أجراه عادل باناعمة
8808 مشاهدة
الاجتهاد الجماعي ضرورة عصرية

- طيب يا شيخ بعض الناس يقول: لو أن هذه النوازل الحديثة لا يفتى فيها فتاوى فردية، يكتفى فقط بفتاوى المجامع والهيئات. هل هذا يليق مثل هذا التضييق، أو هو حسن؟
هذا هو الصحيح؛ يعني الصحيح أنه يلزم أن تكون الفتاوى فيها فتاوى جماعية؛ أن هيئة كبار العلماء يجتمعون، ويبتون فيها، وإذا خالف فرد أو فردان؛ فلا ينظرون إلى مثل هذه المخالفات، هكذا يعني قد صدرت فتاوى من هيئة كبار العلماء، ولم يعتبروا خلاف فردين أو ثلاثة كمسألة جمعية الموظفين فإنه قد حصل فيها اختلاف، ولكن لم يلتفتوا إلى ذلك الاختلاف، وأصدروا فتوى بإباحتها، وهكذا كثير من المعاملات الجديدة. نعم.