إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
شرح القواعد الأربعة
33755 مشاهدة print word pdf
line-top
عبادة الأموات من دون الله تعالى

...............................................................................


وأما عبادتهم للأموات فأشهر من أن يذكر؛ من ذلك أن عندهم قبرا ادعوا أنه قبر زيد بن الخطاب ؛ أخو عمر زيد قتل شهيدا في معركة اليمامة ومعه خمسمائة من القراء من الصحابة، قتل من الصحابة أكثر من خمسمائة وستمائة، وقتل من الذين مع خالد بن الوليد فجاء الشيطان بعد خمسمائة سنة أو ثمانمائة سنة، وقال لهم: هذا قبر زيد فعكفوا عنده وبنوا عليه، وصاروا يطوفون به ويدعونه يا زيد يا زيد
فكان في أول أمره الشيخ محمد -رحمه الله- إذا سمعهم يقولون: يا زيد يقول: الله خير من زيد الله أقرب من زيد الله أقدر من زيد ما يقدرون على أن يقولوا كذبت؛ لأنهم يعرفون تمام قدرة الله.
ولما هداهم الله تعالى استجابوا فهدموا البناية التي على ذلك القبر، والقبور كثيرة كما ذكر ذلك في التواريخ.
فهذا ونحوه دليل على أن المتأخرين شابهوا المشركين الأولين في عبادتهم لغير الله، حيث عبدوا الصالحين والأنبياء والأولياء، حتى في أشهر الأماكن والبقاع؛ فقبل سنوات سمعت بعض الرافضة يطوفون بالبيت ففي الشوط الأول من أوله إلى آخره وهم يقولون: يا علي بن أبي طالب يا علي يا زوج البتول، يا حبيب الرسول، يا صهر النبي، وفي الشوط الثاني يدعون حسن يا حسن إلى آخره، وفي الشوط الثالث يا حسين وفي الشوط الرابع يا زين العابدين وهكذا.
ففي أشرف البقع يعبدون ويدعون هؤلاء من دون الله تعالى، مع أن الله تعالى يقول: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ويخبر أنه -صلى الله عليه وسلم- لا ينفع أحدا، يقول الله تعالى: قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا فإذا كانت هذه حالته -صلى الله عليه وسلم- فكيف بعلي ومن دون علي .. نقرأ القاعدة الأخيرة..

line-bottom