(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
شرح الورقات
38749 مشاهدة
أقل ما يترتب منه الكلام

وترتيب الأدلة، وصفة المفتي والمستفتي، وأحكام المجتهدين.
أقسام الكلام: فأما أقسام الكلام فأقل ما يتركب منه الكلام: اسمان، أو اسم وفعل، أو اسم وحرف، أو حرف وفعل.
والكلام ينقسم إلى: أمر، ونهي، وخبر، واستخبار.
وينقسم أيضاً: إلى تَمَنٍّ وعرض وقسم. ومن وجه آخر: ينقسم إلى حقيقة ومجاز. فالحقيقة ما بقي في الاستعمال على موضوعه، وقيل: ما اسْتُعْمِلَ فيما اصْطُلِحَ عليه من المخاطبة.
والمجاز: ما تُجُوِّزَ عن موضوعه.
فالحقيقة إما لغوية، وإما شرعية، وإما عرفية.
والمجاز إما أن يكون بزيادة، أو نقصان، أو نَقْلٍ، أو استعارة.
فالمجاز بالزيادة مثل قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ والمجاز بالنقصان مثل قوله تعالى: وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ والمجاز بالنقل: كالغائط فيما يخرج من الإنسان، والمجاز بالاستعارة كقوله تعالى: جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ .


قوله: أبواب أصول الفقه، يعني: المصطلحات التي اتفق عليها الأصوليون، فذكر من أبواب أصول الفقه: أقسام الكلام، أي: تقسيم الكلام. ثم الأمر والنهي.. يعني: أولا: أقسام الكلام، ثانيا: الأمر، ثالثا: النهي، رابعا: العام، خامسا: الخاص، سادسا: الْمُجْمَل، سابعا: الْمُبَيَّن، ثامنا: الظاهر، تاسعا: المؤول، عاشرا: الأفعال، حادي عشر: الناسخ، ثاني عشر: المنسوخ، ثالث عشر: الإجماع، رابع عشر: الأخبار، خامس عشر: القياس، سادس عشر: الحظر، سابع عشر: الإباحة، ثامن عشر: ترتيب الأدلة، تاسع عشر: صفة المفتي، عشرون: صفة المستفتي، حادي وعشرون: أحكام المجتهدين.
ذكرها هاهنا مُجْمَلَةً ثم أخذ يُفَصِّلُهَا، فبدأ بأقسام الكلام، فذكر أن أقل ما يتركب منه الكلام: اسمان، أو اسم وفعل، أو اسم وحرف، أو فعل وحرف.
لكن يمكن أن يكون في هذا نظر في بعض الأشياء.
تَرَكُّبُهُ من اسمين لا شك فيه، ولا خِلَاف، فإذا قلتَ مثلا: الله حكيم. فهذان اسمان، أو مثلا: المؤمن مؤتمن. اسمان: المؤمن: اسم، مؤتمن: اسم، من الأمانة. أو قلت: القرآن كريم، هذا أيضا اسمان..تَرَكَّبَ الكلام من اسمين.
أما تَرَكُّبُه من اسم وفِعْلٍ، فهذا أيضا واقِعٌ، إذا قلت مثلا: قرأ محمد، وصلى إبراهيم..هذا اسم وفعل، أو عكست وقلت: زيد دخل، أو قرأ.. اسم، وفعل.. هذا صحيح.
وأَمَّا اسم وحرف؛ ففي ذلك خلاف، مثل بعضهم بقول: ما قام، ما: حرف، اسم وحرف يعني: أن يتركب الكلام من اسم وحرف، الحرف هو: حرف دل على معنى، والاسم: الذي تدخل عليه علامات الاسم، ويكون هذا فيما إذا دخل حرف جَرٍّ على اسم.. فأنت تقول مثلا: عن محمد، أو: عَلَى إبراهيم، أو: في المسجد. هذا اسم وحرف.
وأما حرف وفعل، فأنكرها بعض المشائخ، قالوا: ليس هذا بصحيح، ولعل الأصل أن المعنى: فعل أو حرف.. أن الكلام يكون من فعل فقط، ويكون من حرف فقط، ويُرَادُ بالفعل فِعْلُ الأمر، ويُرَادُ بالحرف: حَرْفُ الاستفهام.
وأما فِعْلٌ وحرف: يعني: مثل: ما قام.. فليس بصحيح..ومَثَّلُوا بكلمة: ما قام، مع الاكتفاء بـ: قام ، وذلك لأن في الفعل ضميرا مستترا يُغْنِي عن هذا، فإذا قيل: قام.. صدق عليه أنه فعل، ومع ذلك الكلام تام.
وأَمَّا إذا قيل: حرف، فالمراد به: حرف الاستفهام، إذا قيل مثلا: كيف؟ يَعْنِي قد يقتصر الإنسان على كيف ويكون كلاما تاما، والفعل قد يقتصر على فعل الأمر، نحو: قُمْ، أو اسْتَقِمْ، أو ما أشبه ذلك.
فعلٌ: فِعْلُ أَمْرٍ دَلَّ على كلام واضح.
هذا تقسيم الكلام.