جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
شرح الورقات
47926 مشاهدة print word pdf
line-top
تقسيم الكلام إلى أمر ونهي وخبر واستخبار وإلى تَمَنٍّ وعرض وقَسَم

ثم ذكر أن الكلام ينقسم إلى أمر ونهي، يأتينا -إن شاء الله- تعريفها تعريف الأمر، وتعريف النهي، وكذلك: إلى خَبَرٍ واسْتِخْبَارٍ.
الخبر: هو الكلام الذي يستحق صاحبه أن يُقَال: صدقتَ، أو كذبتَ. يعني: ما يُخْبَرُ به عن غيره؛ لأنهم جعلوا الكلام ينقسم إلى خبر وإنشاء، فأنت إذا قلت مثلا لولدك: اسقني ماءً.. فهذا لا يقال: إنه خبر؛ ولكن يقال: إنه إنشاء.
وإذا قلتَ له مثلا: حَفِظَ أخوك القرآن، فهذا خَبَرٌ، يُقَالُ: صَدَقْتَ، قد حفظ. وإذا قلت مثلا: نزل المطر على مكان كذا، فيقال: صدقت أو كذبت. يسمى هذا خَبَرًا. والاستخبار هو: الاستفهام، أن تقول لإنسان: من أين جئت؟ استخبار.. أين تريد أن تذهب؟ استخبار.
ينقسم الكلام إلى تَمَنٍّ وعرض وقَسَم.
التمني مثل قوله: يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ ! هذا تَمَنٍّ.
والعرض: أن تعرض على إنسان أمرا.. إذا قلتَ: أَلَا تَنْزِلُ عندنا؟ هذا عرض.
والْقَسَم: الْحَلِفُ، إذا قلتَ: أُقْسِمُ بالله على كذا.

line-bottom