شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري
باب ما جاء إن الأعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى
قال -رحمه الله- باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة، ولكل امرئ ما نوى، فدخل فيه الإيمان والوضوء والصلاة والزكاة والحج والصوم والأحكام. وقال الله تعالى: رسم> قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ قرآن> رسم> على نيته. نفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> ولكن جهاد ونية متن_ح> رسم>.
حدثنا عبد الله بن مسلمة اسم> قال: أخبرنا مالك اسم> عن يحيى بن سعيد اسم> عن محمد بن إبراهيم اسم> عن علقمة بن وقاص اسم> عن عمر اسم> أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> الأعمال بالنية، ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه متن_ح> رسم>.
حدثنا حجاج بن منهال اسم> قال: حدثنا شعبة اسم> قال: أخبرني عدي بن ثابت اسم> قال: سمعت عبد الله بن يزيد اسم> عن أبي مسعود اسم> عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها؛ فهو له صدقة متن_ح> رسم>.
حدثنا الحكم بن نافع اسم> قال: أخبرنا شعيب اسم> عن الزهري اسم> قال: حدثني عامر بن سعد اسم> عن سعد بن أبي وقاص اسم> أنه أخبره: أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها؛ حتى ما تجعل في فم امرأتك متن_ح> رسم> .
هذا أيضا دليل على أن الإيمان تدخل فيه أعمال القلب، فهو بوب على أن الأعمال بالنية والنية من عمل القلب، والحسبة هي الاحتساب.
رسم> ولكل امرئ ما نوى متن_ح> رسم> يعني: يعامله الله تعالى على قدر نيته، دخل في ذلك الإيمان الذي في القلوب فإنه على قدر النية. والوضوء إذا غسل أعضاءه بنية رفع الحدث ارتفع؛ وإلا فإنه لا يرتفع إذا غسلها بنية النظافة أو بنية إزالة الكسل والنشاط. وكذلك الصلاة إذا صلى رياء فلا صلاة له، وإن صلى احتسابا قبلت.
وكذلك الزكاة إذا أخرجها للرياء والتمدح لم تقبل، وكذلك الحج إذا حج ليمدحه الناس نيته فاسدة، وكذلك الصوم إذا تمدح به فإنه يبطل صومه.
وكذلك الأحكام يعني: كل حكم قصد به التمدح ونحوه. فقال الله تعالى: رسم> قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه قرآن> رسم> أي: على نيته.
وكذلك نفقة الرجل على أهله؛ إذا أنفق نفقة عادية وطلب الاحتساب فيها فإن الله تعالى يثيبه ويجعلها عملا صالحا.
وكذلك الجهاد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> ولكن جهاد ونية متن_ح> رسم> يعني: أن الجهاد لا بد من النية فيه؛ أن ينوي به أن تكون كلمة الله هي العليا.
ذكر بعد ذلك حديث عمر اسم> بإسناده من طريق مالك اسم> أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> الأعمال بالنية متن_ح> رسم> قد تقدم في أول الكتاب: رسم> إنما الأعمال بالنيات متن_ح> رسم> إنما تكون للحصر، ولما جمع الأعمال جمع النيات، وهاهنا أفرد النية يعني: الأعمال معتبرة بالنية التي في القلب، وهناك قال: رسم> وإنما لكل امرئ ما نوى متن_ح> رسم> هاهنا قال: رسم> ولكل امرئ ما نوى متن_ح> رسم> يعني: أن نيته على حسب ما في قلبه له ما نوى، فإن نوى الأجر آجره الله، وإن نوى الرياء فلا أجر له.
مثل بعد ذلك بالهجرة، قيل: إن رجلا عشق امرأة يقال لها: أم قيس اسم> فهاجر لأجل أن يتزوجها لا لأجل الفرار بدينه، فسمي مهاجر أم قيس اسم> .
فهو يقول _عليه السلام_: رسم> فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله متن_ح> رسم> يعني: لطلب الأجر ولأجل الفرار بدينه من الفتن، رسم> فهجرته إلى الله ورسوله متن_ح> رسم> وأجره على الله، رسم> ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها متن_ح> رسم> أي: مصلحة دنيوية كوظيفة أو تجارة، رسم> أو امرأة يتزوجها متن_ح> رسم> لأجل أن يتزوجها وتحصل له كزوجة، رسم> فهجرته إلى ما هاجر إليه متن_ح> رسم> أي: هجرته إلى الدنيا، أو إلى المرأة ليست هجرته هجرة إسلامية.
بعد ذلك ذكر حديثا عن أبي مسعود البدري اسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> إذا أنفق الرجل على أهله متن_ح> رسم> يعني: على زوجته وعلى أولاده، رسم> يحتسب هذه النفقة رسم> يطلب الأجر فيها، رسم> فنفقته صدقة متن_ح> رسم> ولو كان أمرا عاديا، ولكن مع النية الصالحة يثيبه الله.
ذكر بعد ذلك قطعة من حديث سعد بن أبي وقاص اسم> فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- له: رسم> إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في في امرأتك متن_ح> رسم> يعني: حتى ما تطعم زوجتك إذا كنت تبتغي بها وجه الله فلك أجر على ذلك.
مسألة>