شرح كتاب الإيمان من مختصر صحيح مسلم
حب علي من علامات الإيمان وبغضه من علامات النفاق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد اسم> وبعد:
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه: باب: .. لا يحب عليا اسم> إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق.
عن زر بن حبيش اسم> رضي الله عنه قال: قال على بن أبي طالب اسم> رضي الله عنه: رسم> والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليَّ أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق متن_ح> رسم> .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين. ورد هذا الحديث في حق علي اسم> رضي الله عنه وورد أيضا في حق الأنصار، فقد ورد في صحيح مسلم اسم> أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> لا يحب الأنصار إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق متن_ح> رسم> وهذا في عهد علي اسم> يقول: رسم> عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم ألا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق متن_ح> رسم> .
وما ذاك إلا أن الأنصار رضي الله عنهم لهم فضل كبير حيث إنهم آووا النبي صلى الله عليه وسلم ونصروه. ذكرهم الله تعالى بقوله: رسم> وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا قرآن> رسم> أي: آووا النبي وصحابته ونصروهم، وكذلك قال تعالى: رسم> وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ قرآن> رسم> يعني: الأنصار، فمن أحبهم فما أحبهم إلا لإيمانهم ولنصرتهم؛ ما أحبهم إلا لأعمالهم الصالحة. كذلك أيضا علي اسم> رضي الله عنه فإنه من السابقين الأولين؛ أول من أسلم من الصبيان، ثم وازر النبي صلى الله عليه وسلم وثبت أنه قال: رسم> أنت مني بمنزلة هارون اسم> من موسى اسم> غير أنه لا نبي بعدي متن_ح> رسم> وله الفضل الكبير، ولكن قد اعترف رضي الله عنه بأن أبا بكر اسم> أفضل منه، ثم يليه عمر اسم> أفضل منه هكذا اعترف.
ثم نقول: الصحابة كلهم تجب محبتهم، محبتهم إيمان، وبغضهم نفاق؛ وذلك لأن الله تعالى يحبهم، ومن أحب الله فإننا نحبه. وصفهم الله تعالى بذلك؛ قال تعالى: رسم> مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ قرآن> رسم> هؤلاء هم الصحابة الذين قاتلوا المرتدين وصفهم كلهم بأنهم يحبون الله، وأن الله تعالى يحبهم، وإذا أحبهم الله فإننا نحبهم، ومن أبغضهم فإنه منافق وكافر؛ وذلك لأنه أبغض حملة الشرع، أبغض حملة القرآن، أبغض السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، أبغض الذين نصروا الله ونصروا رسوله، وإذا أبغضهم فقد تنقص الشريعة، وتنقص حملتها فبذلك يكون منافقا؛ فمن أبغض الصحابة وحقد عليهم فقد أبغض الله، ومن أبغض الله فإنه منافق.
مسألة>