شرح كتاب الإيمان من مختصر صحيح مسلم
الإيمان يأرز إلى المدينة
قال المؤلف رحمه الله تعالى: باب: الإيمان يأرز إلى المدينة اسم> .
عن أبي هريرة اسم> رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رسم> إن الإيمان ليأرز إلى المدينة اسم> كما تأرز الحية إلى جحرها متن_ح> رسم> .
هكذا جاء هذا الحديث في فضل المدينة اسم> يأرز: يعني يرجع إلى المدينة اسم> الإيمان الصحيح يأرز يعني: لو ذهب فإنه يرجع، كما تأرز الحية إلى جحرها. الحية تذهب بعيدا ثم ترجع وتدخل في جحرها، فكذلك الإيمان، لو قدر مثلا أنه خرج من المدينة اسم> أناس من أهل الإيمان فلا بد أن يرجع بدلهم، وهذا تزكية لأهل المدينة اسم> والمراد بهم الحاملون حقا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم أي: لا بد أن يكون فيها علماء، وأن يكون فيها مؤمنون، وأن يكون فيها أتقياء وعباد وصالحون، ولا تخلو في وقت من الأوقات من أن يكون فيها من يدعو إلى الله ومن يعلم الشريعة ومن يعلم الدين.. وهكذا.
ومن تتبع أخبارها وجد الأمر كذلك من العهد النبوي إلى هذا الزمان، أن المدينة اسم> لها مزية في أن أهلها فيهم علماء وفيهم عباد وفيهم زهاد، ولا ينفي أن يوجد فيهم منافقون وعصاة ونحوهم ولذلك قال الله تعالى: رسم> وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ قرآن> رسم> فدل على أنه يوجد في المدينة اسم> منافقون، يوجد فيها روافض، يوجد فيها عصاة، يوجد فيها مذنبون، ولكن هناك فيها علماء وزهاد وعباد وأهل العبادة وأهل العلم، وفيها المسجد النبوي اسم> الذي تشد إليه الرحال، وهو ثاني المساجد التي تشد إليها الرحال، الصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام اسم> .
وفيها أيضا قبر النبي صلى الله عليه وسلم اسم> وقبر صاحبيه، وقبور الصحابة في البقيع اسم> وقبور الشهداء، وفيها مسجد قباء الذي أنزل الله فيه قوله تعالى: رسم> لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا قرآن> رسم> نزلت في رجال بمسجد قباء وبكل حال فالمدينة اسم> لها مزية وشرف؛ ولذلك فضلها الله بأن جعلها مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم وليست أفضل من مكة اسم> ؛ لأن مكة اسم> هي قبلة المسلمين القبلة التي يتوجه إليها المسلمون.
أما الحديث الذي يرويه بعض الصوفية أو النساك ونحوهم الذي فيه: (اللهم كما أخرجتني من أحب البلاد إلي فأسكني في أحب البلاد إليك). فهذا لم يثبت، حديث ضعيف، ولا شك أن كلا مكة اسم> والمدينة اسم> من أفضل البلاد، حرم الله تعالى مكة اسم> وحرمها إبراهيم اسم> وحرم النبي صلى الله عليه وسلم كذلك المدينة اسم> وجعلها حرما يحرم فيها القتال، ويحرم فيها قطع الشجر وما أشبهه.
مسألة>