فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
تفسير روح القدس
[س 18]: ما تفسير علماء السلف رحمهم الله لقوله تعالى: رسم> إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ قرآن> رسم> ؟
سؤال> الجواب: لا شك أن روح القدس هو رأس> الملك الذي هو جبريل -عليه السلام- وهذا هو القول الراجح كما قاله ابن كثير، وجزم به في تفسيره قوله تعالى: رسم> وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ قرآن> رسم> وذكر أن ابن مسعود نص عليه، وتابعه على ذلك ابن عباس ومحمد بن كعب وإسماعيل بن خالد والسدي والربيع بن أنس وعطية العوفي وقتادة، وذكر في قوله تعالى: رسم> نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ قرآن> رسم> وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لحسان: رسم> أجب عني، اللهم أيده بروح القدس متن_ح> رسم> . وفي بعض الروايات أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لحسان: رسم> اهجهم وجبريل معك متن_ح> رسم> . وقال حسان:
وجـبريل رسول الله فينا | وروح القدس ليس به خفاء |
وروى ابن حبان وغيره عن ابن مسعود، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> إن روح القدس نفث في روعي إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها رسم> .
وحكى القرطبي عن مجاهد والحسن قالا: القدس هو الله وروحه جبريل، أي روح من الأرواح التي خلقها الله. وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس (بروح القدس) هو الاسم الأعظم الذي كان عيسى اسم> يحيي به الموتى، ونقل نحوه عن سعيد بن جبير وعبيد بن عمير.
وقال الربيع بن أنس: القدس هو الله تعالى، وقال السدي: القدس: البركة، وقال العوفي عن ابن عباس: القدس: الطهر، وقال ابن زيد: أيد الله عيسى اسم> بالإنجيل روحا كما جعل القرآن روحا. وقال الزمخشري: بالروح المقدسة: أي روح عيسى اسم> نفسه المطهرة.
والصحيح الأول وعليه الجمهور، وسمي عيسى اسم> روحا من الله؛ لأنه من الخلق الذين خلق أجسامهم وأرواحهم، وسمي جبريل روحا؛ لأنه روح مجردة من جسم محسوس، وهو مقدس أي منزه ومطهر عن المعاصي والمخالفات، فإن التقديس هو التطهير والتعظيم، كقول الملائكة: رسم> وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قرآن> رسم> أي نعظمك ونجلك وننزهك عن النقائص والمعائب.
مسألة>