إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن رمضان
18846 مشاهدة print word pdf
line-top
مجموعة محاضرات ودروس عن رمضان

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده؛ حتى تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
أيها الأحبة في الله.. يقول الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من المذكورين في الملأ الأعلى، وألا يحرمنا أجر هذه الجلسة الطيبة المباركة.
لا يخفى عليكم أننا هذه الأيام نستقبل ضيفا عزيزا كريما، كلنا نحبه ونقدره، وما من مسلم في مشارق الأرض ومغاربها إلا ويكنّ له: الحب، والاحترام، والتقدير، ويتلهف لرؤية هلاله، ألا وهو: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ .
معنا في هذه الليلة المباركة فضيلة العلامة الشيخ الدكتور المفتي، أو عضو الإفتاء شيخنا عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين ليتحفنا في هذه الليلة بما فتح الله عليه حول موضوع هو: كيف نستقبل شهر رمضان ؟
نسأل الله أن يجعل الشهر العظيم المبارك أن يهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإيمان، وأن يجعلنا ممن يصومه، ويقومه إيمانا واحتسابا، كما قال - صلى الله عليه وسلم - من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه و من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه فليتفضل شيخنا مشكورا مأجورا -جزاه الله خيرا- وصلى الله على محمد .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صحيح أن كل المسلمين أهل الإيمان الصحيح يتمنون بلوغ شهر رمضان، ويحبونه، وقد ذكر ابن رجب وغيره أن السلف - رحمهم الله - كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم. فتمضي السنة كلها وهم مهتمون برمضان.
وذكر ابن رجب أيضا في حديث، أنه ورد في حديث مرفوع رواه ابن أبي الدنيا لو تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت أن يكون رمضان السنة كلها وذلك لما فيه من أسباب المغفرة؛ حيث إن أسباب المغفرة كثيرة في هذا الشهر:

line-bottom