اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
محاضرة فضل القرآن الكريم
15425 مشاهدة print word pdf
line-top
وجوب الإيمان بالقرآن وكيفية تحقيقه

كذلك -أيضا- نعرف أنه -سبحانه وتعالى- أمر عباده بأن يؤمنوا به؛ أن يؤمنوا به كما يصدقون بأنه كلام الله تعالى. فمن شك فيه فإنه قد وقع فيما يخالف عقيدته، فالله تعالى نفى عنه الشك والريب .أنزل في أول القرآن قوله تعالى: ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ؛ أي ليس فيه شك ولا يتطرق إليه شك، فالذين يؤمنون به هم الذين يتبعونه.
أمرنا بأن نؤمن به. قال الله تعالى: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا يعني هذا القرآن سماه نورا؛ وذلك لأنه يستضاء به. من كان يسير على ضوئه فإنه لا يضل؛ بل يكون على هدى. وأما من أعرض عنه؛ فإنه يتخبط في الظلام، فسماه نورا وأمرنا أن نؤمن به.
كيف نؤمن به؟ نصدق بأنه كلام الله، ونصدق بأنه المعجزة التي أعجزت البشر في العهد النبوي، ونصدق بأن تلاوته حق، ونقرأه ونعمل بما فيه، ونجعل ذلك عملا صالحا نرجو من الله الثواب عليه؛ إذا كان كذلك فإننا نكون ممن آمن به.
فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- الإيمان بقوله: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر ؛ فالإيمان بكتبه ومنها هذا القرآن؛ الإيمان بأنها من الله، وأنها كلامه، وأن الله أنزلها على عباده؛ ليعملوا بما فيها، وليتبعوها وأنها هي الهدى، وأن من اتبعها فهو على الصراط السوي.
وفسر الصراط المستقيم بأنه القرآن؛ في قوله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ؛ أنه القرآن والسنة التي بين النبي -صلى الله عليه وسلم- بها معاني القرآن، فالقرآن هو الصراط وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ الصراط هنا هو بيان النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بأن نتبعه وأن نسير على نهجه.

line-bottom