إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
محاضرة فضل القرآن الكريم
14770 مشاهدة print word pdf
line-top
مقدمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم. نحمد الله ونشكره، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. ونشهد ألا إله إلا الله، ولا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه. له النعمة، وله الفضل، وله المن، وله الثناء الحسن.
ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، ونشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد النبي الأمي ، البشير النذير ، والسراج المنير، الذي أنزلت عليه الكتاب، وأرسلته إلى الناس كافة ، وأمرته أن يكون بشيرا ونذيرا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
وبعد:
أيها الإخوة: إن هذه الأمة هي أمة القرآن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وأتباع القرآن الذين أنزل عليهم هذا القرآن أنزله الله تعالى على قلب نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-. ذكر أنه أنزله على قلبه فقال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ .
أنزله الله هدى وشفاء وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وأمر الأمة بأن يتبعوه وأن يعملوا به، وفي ذلك لهم الأجر الكبير والخير العظيم. فنحب في هذه الأمسية المباركة أن نذكر شيئا من فضل هذا القرآن، ثم بعد ذلك نذكر ما يجب علينا نحوه، وكذلك أيضا كيف نكون عاملين به وكيف نتربى عليه.

line-bottom