لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
محاضرة فضل القرآن الكريم
12967 مشاهدة print word pdf
line-top
فضل تدارس القرآن الكريم وتعليمه وتلاوته

وهكذا أيضا يستحسن أن يكون هناك اجتماع من أهل مسجد أو أهل حي إما في مسجد وإما في بيت أحدهم. يجتمعون عشرة أو عشرون يحفظون القرآن، يعرض كل واحد منهم ما يحفظ من القرآن، أو يعرض قراءته على الآخرين حتى يصوبوا قراءته.
وكذلك -أيضا- يقرءون في شيء من تفسيره، ويبحثون عن بعض الآيات التي يشكل معناها؛ ليدخلوا في الحديث. تذكرون الحديث وتسمعونه، وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم- وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ما ذكر إلا أنهم يتلون كتاب الله تعالى يعني يقرءونه.
إذا اجتمعوا عشرة، قرأ أحدهم مثلا سورة وقرأ الآخر سورة، أو قرأ هذا جزءا وقرأ الثاني جزءا، أو قرأ هذا نصف جزء أو ربع جزء أو ثمن جزء، والآخرون يستمعون يستفيدون من سماعهم. وكذلك أيضا يصححون عليه خطأه، ويبينون له كيفية قراءة هذه الكلمة وما أشبه ذلك. لا شك أنهم بذلك يحصلون على هذا الأجر. ما أعظمه من أجر!
رأيت كثيرا في بعض القرى يفعلون ذلك. يجتمعون عليه ليلة في الأسبوع، أو ليلتين في الأسبوع. نجتمع هذه الليلة بالمسجد الفلاني، أو في بيتك يا فلان. يجتمع هؤلاء العشرة- الذين هم من جيران بعضهم، أو بعضهم بعيد من بعض- ثم يقرءون ما تيسر من القرآن. كل ليلة جزءا أو جزأين أو ثلاثة أجزاء؛ يحصل لهم هذا الأجر.
يقول في هذا الحديث: نزلت عليهم السكينة ينزل الله تعالى السكينة في قلوبهم التي يطمئنون بها، والتي أنزلها في قلوب أوليائه في قول الله تعالى: فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى فإذا نزلت عليهم السكينة في قلوبهم اطمأنوا في حياتهم؛ فما أعظمها من فائدة!!.
وكذلك حفتهم الملائكة ؛ أي تحفهم الملائكة بأجنحتها، وذلك دليل على أنهم يعملون عملا صالحا. وكذلك تنزل عليهم الرحمة، يرحمهم الله تعالى. ورحمة الله تعالى قد كتبها للذين يتقون في قوله تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ فهذا أيضا دليل على فضلهم... وكذلك يذكرهم الله تعالى في الملائكة، وتستغفر لهم الملائكة، فضل كبير بهذا الاجتماع.
كذلك أيضا نقول: إن مما يجب علينا أن نهتم بتعلم ما تيسر من القرآن. نتعلم ألفاظه، ونتعلم معانيه؛ كما ذكرنا أن الصحابة- رضي الله عنهم- يتعلمون ويعلمون. يذكر في الحديث الذي سمعتم، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث عثمان خيركم من تعلم القرآن وعلمه ؛ أي من اهتم به وتعلمه ولأن حامل القرآن الذي يعمل به يكون له فضل، ويكون له شرف يتميز به على غيره؛ إذا كان عاملا به.

line-bottom