القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
88165 مشاهدة
الاختلاف بين السلف اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد

يقول: غالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد. يعني: أنه اختلاف تنوع، يعني أنها أنواع لا أنها أضداد.
الضدان: هما المتنافيان اللذان لا يمكن الجمع بينهما . وأما التنوع: هو الذي يمكن الجمع بينهما، فيقال: هذا نوع، وهذا نوع. مثل أنواع المأكولات، يقولون: إنها أجناس، تحت كل جنس أنواع. فمثلا إذا سمعت بنوع من التمر يقال له السكري تسأل ما هو السكري؟ فيقال: تمر، وتسأل ما هو البرني؟ فيقال تمر، ما هو البرحي؟ فيقال تمر، وما هو الإبراهيمي الصيحاني العجوة، وأشباهها؟ فيقال تمر.
فأسماء لمسمى واحد ولكن لها أنواع. فكل واحد يسمى نوعا. فهذا اختلاف التنوع، بخلاف اختلاف التضاد فإن كلا منهما غير الآخر. فإذا قيل: هذا لذيذ الطعم كالتمر، قال الآخر بل لذيذ الطعم كالسكر، قال الآخر: بل لذيذ الطعم كالعنب. فالعنب هو السكر هو التمر ونحوها متضادة. ذكر اختلاف التنوع ثم اختلاف التضاد.