اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
12002 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: صراط الذين أنعمت عليهم

ثم ذكر أهله الذين يسيرون معه، وأشار أيضا إلى أهل الانحراف، فقال: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أي: طريق المنعَم عليهم، الذي يسيرون عليه أهل النعمة؛ الذين أنعم عليهم، أنعم الله عليهم بالهداية، أنعم عليهم بالتوفيق، أنعم عليهم بالإعانة؛ أعانهم على عبادته، أعانهم على ذكره، وشكره، أعانهم على القيام بحقوقه؛ أنعم الله عليهم، أعانهم بالمشي على هذا الصراط، والاستمرار عليه، وعدم تركه، وعدم الانحراف والميل عنه؛ فهؤلاء هم أهل النعمة الذين أنعم عليهم.
فأنت تسأل ربك أن يجعلك معهم، كأنك تقول: يا رب أنعم علي، واجعلني من أهل المنعم عليهم، الذين أنعمت عليهم، وتفضلت عليهم، واسْلُك بي سبيلهم، ودلني على طريقهم؛ حتى أحشر معهم؛ فإني أحبهم، ومن أحب قوما حشر معهم؛ كذلك ذكر هؤلاء في سورة النساء في قول الله -تعالى- ....
يكونون قد شهدوا لله بشهادة الحق بالوحدانية، ولنبيه بالرسالة، ثم قتلوا شهداء؛ فيكونون من الذين يشهدون على الخلق يوم القيامة. قال الله –تعالى- لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ثم الصالحون الذين أصلحوا أعمالهم؛ أصلحوا أعمالهم، استقاموا فيها، وأنعم الله عليهم بالصلاح، صلاح نياتهم؛ لا ينوون بعبادة إلا رضا الله، وصلاح أقوالهم؛ لا يقولون إلا القول الصالح، وصلاح أعمالهم، صلاحهم في نفقاتهم، صلاحهم في صلاتهم، وفي صيامهم، وفي عباداتهم، وفي أذكارهم، وقراءاتهم، وأدعيتهم، وأورادهم، صالحون؛ فهؤلاء كلهم من الذين أنعم الله عليهم، الذين تقول: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أي: دلنا على صراط هؤلاء الذين أنعمت عليهم.

line-bottom