إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن رمضان
19353 مشاهدة print word pdf
line-top
السلف وتحقيق شروط قبول الصيام

وبالجملة فإن حال السلف -رحمهم الله تعالى- في هذا الشهر أنهم يجتهدون فيه غاية الاجتهاد، فيجتهدون في حفظ صيامهم حتى يقبل صيامهم أن يترتب عليه ما رتب من المغفرة بقوله -صلى الله عليه وسلم- من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
شرط فيه ثلاثة شروط:
أولا: صيامه يعني: إكماله صياما كاملا مجزئا.
وثانيا: كون الحامل عليه هو الإيمان؛ يعني: مؤمنا بأنه فرض من الله تعالى، بخلاف من يصومه رياء أو من يتمدح بصيامه لأجل أن يمدح في المجالس، أو من يصومه عادة ومجاراة لأهله، أو ما أشبه ذلك.
وكذلك أيضا اشترط: أن يكون الصيام احتسابا يعني: طلبا للأجر، أن يصومه بنية صادقة محتسبا في ذلك ثواب الله تعالى.

line-bottom