تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
محاضرة في فتن هذا الزمان ومقاومتها
9786 مشاهدة
فتنة النساء

.كذلك مثلًا من الفتن أيضًا: فتنة النساء..قَدْ أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنها من أعظم الفتن في قوله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الدنيا, واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء جعلها فتنة, وأخبر بأنهم قد افتتنوا بها, وفي زماننا عظمت هذه الفتنة, عظمت وكبرت وانْتَشَرَتْ فِتْنَةُ النساء, وذلك لأن كثيرًا وجما غفيرًا من هؤلاء النساء أخذن يتبرجن, ويظهرن إما عاريات في الأسواق ومتبرجات بأنواع الزينة.. فَمَنْ أراد الله فتنته مَدَّ َ نظره, وسَرَّحَ طرفه إليهن.. فلا يأمن أن يفتتن وينخدع وتجتذبه الشهوات المحرمة إلى الوقوع في مثل ما حرم الله عليه, من الزنا, أو مقدمات الزنا, أو ما أشبه ذلك.. فالفتنة بهن فتنة عظيمة.
وظهر أيضًا نوع ثان: وهو صورهن التي تعرض في الأفلام ونحوها, وهي أيضًا مصيبة وفتنة كبيرة. وكذلك أيضًا ظهرت فتنة أخرى, وهي صورهن عارياتٍ أو شبه عاريات.. التي تنشر في الصحف, وفي المجلات ونحوها.. فهي من الفتن التي تمكنت في هذا الزمان, وإنما يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فَمَنْ أعطى نفسه ما تميل إليه تابع النظر, وتَابَعَ التلذذ بذلك النظر, إلى أن يفتتن أو يكاد, أو يقرب.. ومَنْ حماه الله وعصمه وأبعده عن ذلك, فهو ممن أراد الله به خَيْرًا.