إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
الصيام آداب وأحكام
74343 مشاهدة print word pdf
line-top
في ختام الشهر

وعلينا أن نختم أعمالنا كلها بالتوبة والاستغفار سواء في قيام هذه الليالي أو غيرها من سائر الأعمال بل نختم عملنا كله بما يدل على تعظيم الله تعالى وذكره والثناء عليه وقد أمر الله عباده بأن يختموا شهرهم بالتكبير في قوله تعالى: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ .
ولكن ما مناسبة ختم رمضان بالتكبير بعد إكمال العدة ؟ أقول: إن الإنسان إذا كبّر الله استحضر عظمته وجلاله وكبرياءه وقداسته فاحتقر نفسه واحتقر أعماله مهما عمل ولم يذكر شيئا من أعماله ولم يفتخر بها وبمثل ذلك يكون محلا للعفو ولقبول الحسنات فإذا عرفت بأن ربك أهل لأن يعبد وأهل للثناء والمجد وأهل لأن يحمد وأنك لو عبدت الله تعالى بكل ما تستطيعه لما أديت أقل القليل من حقه عليك، كما يقول بعضهم:
سـبحان مـن لو سـجدنا بـالعيون له علـى حمى الشوك والمحمى من الإبر
لـم نبلـغ العشر مـن معـشار مِنّــته ولـا العشـير ولـا عشـرا من العشر
فنحن إذا أنهينا صيامنا وقيامنا نعرف أن ربنا هو الكبير الأكبر وأنه أهل لأن يكبّر ويعظّم وأنه أهل للعبادة ولذلك يُروى أن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة وقابلوا ربهم اعترفوا بالتقصير وقالوا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.
أي مهما كانت عبادتك فإنك ستحتقرها ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا يقولن أحدكم إني صمت رمضان كله وقمته كله قال الراوي: فلا أدري أكره التزكية أو قال: لا بد من نومه أو رقده؟ أو تقصيره وكلا الأمرين حق فإن الإنسان منهي أن يزكي نفسه قال تعالى: فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ وقال: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ .
فتزكية النفس: مدحُها ورفع مقام الإنسان لنفسه والإعجاب وقد يكون الإعجاب سببا لإحباط العمل! فعليك أن تحتقر نفسك فإذا نظرت إلى الناس واحتقرت أعمالهم فارجع إلى نفسك واحتقرها ولُمْهَا حق اللوم وحقِّر عملك حتى يحملك ذلك على الاستكثار ولا تعجب بأي عمل فعلته فلا تقل: أنا الذي صليت! أنا الذي قمت! أنا الذي تهجدت! أنا الذي قرأت .. إلخ فيكون إعجابك سببا لرد أعمالك!، فهذا ونحوه من الإرشادات التي ينبغي على المسلمين أن يعملوا بها وأن يهتدوا إليها ويحرصوا على استغلالها في مثل هذه الليالي المباركة.

line-bottom