إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
الصيام آداب وأحكام
64910 مشاهدة print word pdf
line-top
صيام الكبير

الكبير هو الذي بلغ من السن ما يعجز معه عن تحمل الصيام، أو يقدر عليه مع كلفة ومشقة تلحقه، وقد ألحقه العلماء أو أكثرهم بالمريض الذي لا يرجى برؤه، وأوجبوا عليه الفدية، وقد اشتهر عن بعض السلف في قوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ وفي قراءة: طعام مَسَاكِينَ أنها نزلت في الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة، ولذلك قال البخاري في التفسير من صحيحه وأما الشيخ الكبير إذا لم يطق الصيام فقد أطعم أنس بعد ما كبر عاما أو عامين كل يوم مسكينا خبزا ولحما، وأفطر، ثم روى بإسناده عن ابن عباس في الآية: ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينا .
وروى أبو داود عنه في الآية: كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة، وهما يطيقان الصيام أنه يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينا . ومراده يطيقانه مع المشقة، ليوافق رواية البخاري
وقد روى الدارقطني عن ابن عباس قال: إذا عجز الشيخ الكبير عن الصيام أطعم عن كل يوم مدا مدا، وقال: إسناده صحيح. .
وعند الحاكم عنه قال: رخص للشيخ الكبير أن يفطر ويطعم كل يوم مكسينا ولا قضاء عليه .
وحيث أن الآية يظهر منها العموم لكل من يطيق الصوم أن يفدي بطعام مساكين، فقد ذهب كثير من السلف إلى أنها منسوخة بما بعدها، وهو قوله تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ كما ذكره البخاري وغيره فإن عموم الآية لكل من يطيق من شباب وكهول وشيوخ من رجال ونساء يفهم منه أن له الإطعام كفدية، أي عن الصيام، فلعل ذلك كان في أول الأمر، حيث أن الصوم كان جديدا عليهم، وقد يلقون منه مشقة، فرخص لهم في الفدية، وهم يطيقونه، ثم نسخ ذلك، وألزموا بالصيام عند القدرة.
فأما كبير السن الذي يلقى مشقة وصعوبة في الصوم، فهو معذور لعجزه بالكبر، فله الفدية بالإطعام، كما فعل أنس رضي الله عنه فإنه في آخر عمره الذي زاد عن مائة سنة أدركه العجز، فكان إذا دخل رمضان جمع ثلاثين مسكينا، وأطعمهم خبزا ولحما، واكتفى بذلك عن الصيام، وقد يطعم أكثر من الثلاثين كتطوع، والله أعلم.

line-bottom