شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
81544 مشاهدة
منع أهل الذمة من إظهار الناقوس والجهر بكتابهم

ومن إظهار ناقوس وجهر بكتابهم.


الناقوس هو الآلة التي يضربونها لأوقات عباداتهم. إذا قرب وقت الصلاة، صلواتهم ضربوا هذا الناقوس فيصوت. تارة يكون مثل الجلجل الجرس وتارة يكون مثل البوق الذي ينفخ فيه ليكون له صوت، فلما كان هذا من شعائرهم منعوا من إظهاره؛ لأن فيه إظهارا لشعائر ..غير الإسلام، فإذا أظهروا هذا الناقوس فإنه يتلف وأما إذا كانت البلاد خاصة لهم فإنهم يعملون بدينهم. هذا الناقوس.
وكذلك لا يجهرون بكتبهم؛ فلا يتبايعون كتبهم بين المسلمين ؛ أناجيلهم التي هي محرفة، وكذلك التوراة، وكذلك كتاب كبير عندهم عند اليهود اسمه: التلمود، وكتاب آخر اسمه: المنشا، أي: كتبهم التي فيها ديانتهم وفيها أحكامهم يمنعون من إظهارها، وكذلك من الجهر بقراءتها؛ لأن في ذلك إظهار لشعائرهم. نعم.