جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
الافتراق والاختلاف
9772 مشاهدة print word pdf
line-top
الأكل بعد طلوع الفجر جهلا بدخوله

من المسائل التي -أيضا- وقع فيها الخلاف: أَنَّ كثيرين يأكلون بعد طلوع الفجر، ولا يتفطنون لذلك، يأكلون وهم يظنون أنهم في ليل، ثم لا يشعر أحدهم وهو يأكل إلا بسماع الإقامة –مثلا- أو ينظر إلى الساعة، ولا يُحَقِّقُ النظر فيها، ويظن أنه مُبَكِّرٌ، ثم بعد ذلك يتمادى في الأكل إلى أن يسمع الإقامة، وربما أن بعضهم لَمَّا أنه انتهى من الأكل وخرج؛ وجد الناس قد صَلَّوْا؛ فمعناه أنه أَكَل بعدما طلع الفجر بِرُبُع ساعة، أو بثلث ساعة، أو ما أشبه ذلك، فهل يقضي مثل هذا أم لا يقضي؟ يظهر أنه معذور؛ حيث إن الأصل بقاء الليل، يقولون: الأصل بقاء الليل. فنقول: إن مثل هذا معذور في أَكْلِهِ، يظن أنه في ليل، والأصل أن الليل باقٍ؛ فلعله معذور. وأما إذا تساهل، وأكل بعدما طلع الفجر وهو لم يَتَحَرَّ، وطال عليه من الزمان وهو يأكل، فالاحتياط في هذا أنه يقضي؛ لأنه لم يَحْتَطْ. والمسائل الدينية على المسلم أن يحتاط لها.

line-bottom