إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
السلف الصالح بين العلم والإيمان
10171 مشاهدة
مرجع علوم السلف وأقسامها

نقول: علم السلف يتكون من علم النصوص، النصوص التي هي: حفظ الآيات وحفظ الأحاديث، ويتكون - أيضًا - من فهمها وشرحها، وبيان معانيها ومدلولاتها، ويتكون من العمل بها وتطبيقها، ويتكون من إظهارها وإعلانها والعمل بها.
هذه الأربعة: أولًا: حفظ. والثاني: الفهم. والثالث: التطبيق. والرابع: البيان.
هذه هي مرجع علومهم.
وتنقسم علومهم إلى أقسام:
علم الآيات ومعانيها وما يتعلق بها، ويسمى: (التفسير).
وعلم الأحاديث وتفريعها وتقسيمها وتوزيعها إلى مواضيع، وما أشبه ذلك. وكذلك ما يتعلق بها، دراية: من معرفة صحيحها وسقيمها، ومقبولها ومردودها، ومجروح الرواة وما يتصل بذلك, ويسمى هذا - أيضًا - (علم السنة).
وكذلك قسم ثالث: وهو علم التفقه فيها والتعقل, ويسمى: (علم الفقه).
وكذلك قسم رابع: هو (علم الاعتقاد)، وهو أنهم قسموها إلى: علوم أصولية، وعلوم فروعية.
فالأصولية: التي تتعلق بالعقيدة. أوضحوها وبينوها على جانب، والتي تتعلق بالفروع أوضحوها على جانب. ولما علموا أن هناك ما يُكَفَّرُ به أفردوا ذلك بالتأليف، فكتبوا مؤلفات كثيرة فيما يتعلق بعلم العقيدة وبعلم السنة؛ وذلك أنهم رأوا أو شاهدوا بعض المبتدعين الذين يُخَاف أن يفسدوا في الأرض، فردوا عليهم بدعهم، وكتبوا ما يُناقض تلك الشبهات التي يُشَبِّهُون بها على السُّذج وعلى ضعفاء البصائر.