لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
32822 مشاهدة print word pdf
line-top
الوصية بالجد في العلم

وعلينا أن نَجِدَّ ونجتهد في تعلم أحكام الشريعة التي كُلِّفْنَا بها ، والتي نحن مأمورون بها، وأن لا نبقى على جهل، إذا تَعَلَّمَ العبد كيف يُؤَدِّي العبادة قَبِلها الله تعالى، وإلا رُدَّتْ عليه إذا أدَّاها، ولكن على غير ما هي عليه؛ فالله لا يَقْبَلُ عبادةً حتى تكون على وَفْقِ ما أمر الله به ، وبكاملها وشروطها. وهكذا أيضا نَتَعَلَّمُ ما حرم الله..ما حَرَّمَهُ علينا حتى لا نقع في شيء من الحرام، ونحن نعتقده مُبَاحًا، فنكون بذلك قد فعلنا الحرام ولو كنا جاهلين، لكننا لسنا بمعذورين، ليس الخلق بمعذورين في إتيانهم بالمعاصي، وادعائهم أن ذلك على جهل، وذلك لوجود الوسائل التي نتعلم بها، ونزيل بها عنا هذا الجهل والنقص.
ونتواصى أيضا بأن يُعَلِّمَ بعضنا بعضا، ويرشد بعضنا بعضا، كل مَنْ رأى أخاه عليه خَلَلٌ أو نقص في أمر من أمور العبادة ألا يهمله، بل ينبهه، ويبين له الحق والصواب حتى تَبْرَأَ ذمته، وحتى يكون أخوه مثله في قبول عبادته، وفي ترك ما حرم الله تعالى عليه.
نقتصر على هذا لنتولى الإجابة عن الأسئلة، نسأل الله سبحانه أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ونسأله أن يُعِزَّ دينه.. أن ينصر دينه، ويظهر ويعلي كلمته، ويصلح أحوال المسلمين، ويصلح أئمة المسلمين وقادتهم، ويجعل ولايتنا في من خافه واتقاه، واتبع رضاه، ويصلح أئمتنا، ويرزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تَحُثُّهم على الخير، وتحذرهم عن الشر، إنه على كل شيء قدير، والله أعلم، وصلى الله على محمد .
أسئلـة
س: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ؛ جزى الله فضيلتكم خير الجزاء على هذه الكلمات الطيبة نسأل الله - تعالى- أن يجعلها في ميزان حسناتكم، سائل يسأل ويقول: ما هي الآيات التي تقرأ للتخلص من السحر أو العين.. وهل يتم فك السحر أو العين عن طريق السحرة؟
أولا: على المسلم أن يتحصن بالوسائل والأسباب التي يحرسه الله تعالى بها، ويحميه عن أن يتسلط إليه السحرة والحسدة ونحوهم؛ وذلك بقراءة الأذكار -أذكار الصباح والمساء- والأدعية ونحوها، ومن أفضلها الدعاء المشهور الذي باسم الورد الْمُصَفَّى المختار الذي اختاره الملك عبد العزيز رحمه الله والذي طُبِعَ في عهد الملك سعود عدة طبعات، ثم في عهد الملك فيصل ثم في عهد الملك خالد ثم في عهد الملك فَهْد ولا يزال يُطْبَعُ، ويطبعه أيضا كثير من المكتبات، الورد الْمُصَفَّى المختار، فإذا واظب المسلم عليه في الصباح وفي المساء، أو إذا استطاله قرأ بعضه في الصباح وبعضه في المساء، وبعضه عند النوم بإذن الله فيه آيات بينات، يحمي الله تعالى من قرأها أن يصل إليه ضَرَرٌ، وفيه أيضا أدعية مختارة، أدعية جامعة، فمَنْ واظب عليه أو على أمثاله من الأوراد القديمة والحديثة حفظه الله سبحانه، سواء من السحرة والْبَطَلَةِ، أو من الْحَسَدَةِ ونحوهم.
وورد أيضا في فضل سورة البقرة أنها: لا تستطيعها البطلة الذين هم السحرة؛ وذلك لأن السحرة يستعينون بالشياطين، وبمردة الجن، وهي التي تساعدهم على الإضرار بهذا المسحور، وإلا فإنهم بشر مثلنا، لا يقدرون على أن يُغَيِّرُوا هيكل الإنسان، ولكنَّ الشياطين هي التي تتسلط على مَنْ يريدون، يُسَلِّطُونها ويقولون: اذهب إلى فلان، أو يتمثل ويلابس الشيطان أحدهم فيقول: اذهب إلى فلان.. لابِسْ فلان، يا فلان كن كذا وكذا، فيكون كذلك، ففي هذه الحال إذا أتى الإنسان بالأوراد والأدعية التي تُحَصِّنُهُ حفظه الله.
وأما بعدما يُبْتَلَى، ويقع في هذا الأمر تصيبه العين، أو يصيبه السحر، فنرى أن علاجه بالرقية الشرعية، هناك من يعالج بالرقية الشرعية من الموثوقين، ولكن عندهم أيضا توجيهات ونصائح، من التزم بها بإذن الله نفعته هذه الرقية.
س: سائل يسأل يقول: نويت العمرة وتلبست بالإحرام؛ ولما وصلت مكة كان ذلك ..في الربع الأخير من رمضان؛ لأن الحرم الشريف مزدحم، وكان... وخرجت من البيت دون أن أعتمر، وفككت إحرامي, فماذا علي حفظكم الله؟
هذا من الخطأ، الواجب على من تَلَبَّسَ بالإحرام أن يكمل إحرامه، ولو بقي يومين، ولو بقي عشرة أيام، فقد أحرم الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبقوا بإحرامهم من المدينة إلى مكة عشرة أيام في الطريق، وكثير منهم بقوا بإحرامهم خمسة عشر يوما، فلماذا إذا رأى أحد الزحام يُلْغِي إحرامه؟! الإحرام إذا لزم وجب إتمامه، قال الله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فمن تَلَبَّسَ به فإنه لا يخرج منه إلا الْمُحصر، إذا أُحْصِرَ فإنه يذبح ما تَيَسَّرَ من الهدي؛ لِقِصَّةِ الصحابة بالْحُدَيْبِيَةِ لَمَّا أحرموا من المدينة ووصلوا إلى الحديبية ومَنَعَهُمُ المشركون أَمَرَهُمُ النبي صلى الله عليه وسلم أن يذبحوا هَدْيَهُم ويتحللوا، ونزل في ذلك: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فعلى هذا نقول لهذا الرجل: إنك باقٍ على إحرامك، ولو خَلَعْتَ ثيابك، ولو لبست ثيابا مَخِيطة، ولو تطيبت، ولو وَطِئْتَ زَوْجَتَكَ، وكل ما تفعله من هذه الأشياء فإنَّ عليك فِدْيَتَهُ، فيجب عليه -والحال هذا- أن يرجع لِيُتِمَّ عمرته، يخلع ثيابه، ويلبس إحرامه، ويرجع متى انتبه لذلك، ويُكْمِلُ عمرته، إلا إذا كان اشترط بأن قال: فإن حبسني حابس فَمَحِلِّي حيث حبستني، ويريد بالحابس مثلا: عدوا، أو مرضا، أو أمرا يحول بينه وبين إتمام العمرة.
فأما إذا لم يكن هناك اشتراط فإنه يبقى على إحرامه، ثم عليه فِدْيَةٌ عن كل محظور، عليه فدية عن اللباس، وثانية عن تغطية الرأس، وثالثة عن قَصِّ الشعر، لا بد وأنه قَصَّ شيئا من شعره في هذه المدة، ورابعة عن تقليم أظفاره، وخامسة عن الطِّيب، وإذا كان وَطِأ امرأته عليه فدية، والفدية قيل إنها بَدَنَةٌ، والأسهل أنها شاة، وإذا كان قتل صيدا فعليه جزاؤه: فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ وإذا كان عقد النكاح في هذه المدة فإن النكاح باطل، يعني أنه يُطَالَبُ بفدية ما فعله من المحظورات.
كان عليه قبل أن يتحلل أن يسأل أحد أئمة الحرم أو العلماء هناك: هل لي عذر في أن أتحلل؟ فأما إذا لم يسأل فلا يقول: إني جاهل.. ولا يعذر بالجهل.
س: سائل يسأل يقول: ارتكبت كبيرة من كبائر الذنوب ألا وهي كبيرة اللواط، علما أنني نادم على ما فعلت, وأنا الآن محافظ على أداء الصلاة مع الجماعة والحمد لله فما هو توجيهكم لي ونصيحتكم جزاكم الله خير الجزاء، وماذا علي أن أفعله لأكفر عن ذنبي، علما أن هذا كان قبل عشر سنوات؟
جاء في الحديث: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله، فإنه مَنْ يُبْدِ لنا صفحته نُقِمْ عليه حَدَّ الله فإذا ابْتُلِيَ الإنسان فوقع في شيء من هذه الفواحش، كالزنا، واللواط، وشرب الخمر، وما أشبهه، فعليه أن يتوب بينه وبين رَبِّهِ، وعليه أن يُظْهِرَ الندم على ما فعل، وأن يُعَاهِدَ الله على أنه لا يعود إلى شيء من هذه المحرمات، وأن يُظْهِرَ الندم والأسف على ما فعل، وأن يَسْتَعِفَّ من الحلال عن الحرام، ويسعى في إعفاف نفسه بالنكاح الحلال، ثم... أن يكثر من الاستغفار، وطلب المغفرة إذا قال: رَبِّ اغفر لي، يعني: امْحُ عني سيئاتي، الْغَفْرُ هو: الستر، أي: استرني، واستر سيئاتي، وأَزِلْ عني أثرها، وكذلك أيضا يُكْثِرُ من الأعمال الصالحة؛ فإن الحسناتِ يُذْهِبْن السيئات، ولا يُظْهِرُ ذلك للناس، بل يستتر بستر الله.
س: سائل يسأل ويقول: هل على الذهب المعد للبس زكاة أم لا؟
في ذلك خلاف، ولكن الاحتياط أنه يُزَكَّى، وذلك خروجا من الخلاف، ولورود الأدلة الصحيحة بالأمر بتزكيته، وإن خالف في ذلك بعضٌ من الصحابة ومَنْ بعدهم، فكل سَنَةٍ تُقَدِّرُ المرأة قيمته -إذا قدر وبلغ النصاب- إذا كان يبلغ مجموعه نحو أحد عشر جنيها ونصف فإنه يكون نصابا، نصاب الذهب: عشرون مثقالا، قُدِّرَتْ بأنها أحد عشر جنيها ونصف جنيه، فتقدر قيمته، وتخرج منه الزكاة، أي: رُبُع الْعُشْرِ.
س: سائل يقول: يوجد لدي مبلغ من المال ومصدره من ترويج المخدرات، فهل منزلي وسيارتي حرام أم حلال، وبعد ذلك ...؟
لا شك أنه اعترف بأن هذا من الحرام، المخدرات من أشد الأشياء حرمة، ولكن لما أن الله تعالى حرم الربا قال تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ نقول: إذا استطعت أن تتخلص من ما عندك من الحرام فإنه الواجب بأن تتصدق به، أما إذا كنت محتاجا إليه كسياراتك مثلا، ومسكنك، وأدواتك التي تستعمل في بيتك، فلا نقول لك إنها يجب عليك إخراجها وأنت محتاج إليها، والتوبة تمحو الذنب.
س: سائل يسأل يقول: توجد لدي والدتي وهي كبيرة في السن تنوي الصلاة وتصلي ولكن لا تعرف أن تقرأ القرآن حاولنا أن تقرأ القرآن ولكن دون جدوى.
في العادة أن من طعن في السن يصعب عليه الفطر، ويصعب عليه القراءة، وقد ذكر العلماء أن من قدر على قراءة الفاتحة لزمه تعلمها ولو كان أُمِّيًّا: وإذا لم يقدر على قراءتها، ولا على قراءة شيء من القرآن فإنه يُعْذَرُ ويجعل بدل القراءة الذكر، يقول في قيامه: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، بقدر قراءته للفاتحة، فيقول العلماء: إن قدر على الفاتحة، وإلا قرأ غيرها بقدرها من القرآن، وإن لم يقدر على شيء منه -مع المحاولة- اكتفى بالتسبيح، والتكبير، والتحميد، بقدر القراءة.
س: سائل يسأل ويقول: نسمع بأن التصوير حرام، ونسمع بأن التصوير عكس ذلك، فهل هو حرام أم حلال؟ وهل يوجد تصوير جائز أو غير حرام أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيرا؟
الأصل أنه حرام لما ورد فيه من الأحاديث، ولكن الأجهزة الجديدة التي يحصل بها التصوير والتمثيل خالف في هذا بعض العلماء وقالوا: إنها ليست هي التصوير الذي ورد في الحديث في قول الله تعالى في الحديث القدسي: ومَنْ أَظْلَمُ ممن ذهب يخلق كخلقي؟! ويقول في الحديث: أَشَدُّ الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله ولما كان فيه هذا الخلاف رَخَّصَ العلماء في الأشياء الضرورية كالتصوير لشهادة دراسية، أو التصوير لجواز سفر، أو لبطاقة شخصية، أو لحفيظة النفوس للأشياء التي يحتاج إليها، وما زاد على ذلك فإنهم لا يبيحونه؛ وهذا لأجل ما ذُكِرَ من أنه ضروري في الأسفار، وما أشبه ذلك.
س: فضيلة الشيخ، سائل يسأل ويقول: أنا شاب في مقتبل العمر مَنَّ الله علي بأداء فريضة الحج - والحمد لله - ولكن أثناء أدائي للحج.. بعرفة رأيت بعض الناس يشربون الدخان فشربت الدخان بملابس الإحرام... وأنا جاهل بالحكم، أفتوني مأجورين؟
احْمَدِ الله تعالى على أن مَنَّ الله عليك بالهداية وبالتوبة، وننصحك، وننصح غيرك من المسلمين من الحاضرين وغيرهم أن يُقْلِعُوا عن هذا الدخان، فإنه بلية هذا الزمان، والمصيبة الكبرى التي فتكت بالكثير، فأتلفوا أموالهم، وأنهكوا أبدانهم، وأَضَرُّوا بأديانهم، وارتكبوا الخبيث من الأعمال، ومن العادات السيئة. أفتى العلماء الأولون بأن شُرْبَ الدخان مُحَرَّمٌ ، وفيه العقوبة، وذكروا في رسائلهم المتقدمة -كما في مجموع الرسائل والمسائل، والدرر السنية- أنهم لما فتحوا مكة في نحو سنة ألف ومائتين وسبعة عشر قد كانوا يَحْرِقُون أماكن الدخان، ومن وُجِدَ يدخن جلدوه أربعين جلدة في تلك الأزمنة، ولم يزالوا كذلك إلى أن مُنعوا بعد سنة ثلاث وثلاثين ومائتين من الحج، فبعد ذلك لما استولت الدولة التركية على المناسك، وعلى الحرمين رخصوا في شرب الدخان، وأعادوه كما كان، فانتشر وتمكن، وتمكن في أهل تلك المناطق، مع أنهم يعترفون بأنه مُضِرٌّ بالصحة، ولكن العادة السيئة تحكمت فيهم.
وبكل حال فهذا السائل الذي سأل عن أنه شرب الدخان وهو محرم، ما نقول بطل إحرامه، ولكن ننصحه وننصح غيره بأن يتركوا الدخان في الإحرام، وفي غير الإحرام؛ حتى يسلموا على أموالهم، ويسلموا على أرواحهم وأبدانهم.
س: فضيلة الشيخ سائل يسأل ويقول: أنا شاب أحافظ على أداء الصلاة الجماعة في المسجد لعل صلاتي تناهني عن الفحشاء، فما هي..وبماذا توجهونني؟
قال الله تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ويريد: الصلاةَ التي يُتِمُّ الْعَبْدُ ركوعها وسجودها، ويكون الدافع له الإيمان القوي الذي امتلأ به قلبه، وفيها يستحضر ما أمر به، فننصحك ونقول: عليك أولا: أن تحرص على تقوية الإيمان في قلبك، واعتقاد أن هذه الصلاة من أقوى العبادات وأفضلها، وننصحك بأن تبادر إلى الصلاة في أول وقتها، وأن تتقدم إلى المساجد، وأن تشتغل في المسجد بِذِكْرِ الله، وبالتعبد وبالنوافل، وبقراءة القرآن، وننصحك بأن تُحْضِرَ قلبك في صلاتك، إذا دخلت في الصلاة فإن عليك أن تُحْضِرَ قلبك ولُبَّكَ في الصلاة، من أولها إلى آخرها، وتتفكر فيما تقوله، وفيما تفعله، فإن هذه الصلاة إذا أُحْضِرَ القلب فيها هي التي بإذن الله تنفعه، وننصحك بأن تحاول بكل ما تستطيع أن تَفْطِمَ نفسك عن هذه الفواحش، عن الفحشاء والمنكر، وتسترشد بإرشاد من ينصحك من زملائك الناصحين الصادقين.
س: سائل يسأل ويقول: عندي إجازة وسافرت ووصلت إلى المدينة التي أريد أن أقضي الإجازة فيها، فهل يَجوز لي قَصْرُ الصلاة طوال فترة إجازتي؟
إذا كنت لم تَسْتَقِرَّ في البلد، وسكنت خارج البلد كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في غزوة الفتح، كانوا يسكنون تحت الشجر، وفي الكهوف، وفي ظِلِّ الجبال، والقليل منهم يَبْنِي له قبة يستظل بها، قبة من جلود، أو من شَعَرٍ، فإذا كنت كذلك ما سكنت في داخل المدينة، ولا استقررت فيها، وإنما أنت تتجول، أو سكنت تحت شجرة أو نحو ذلك، فلك أن تَقْصُرَ -ولو طالت المدة- وأما إذا استأجرت سكنا، كشقة مثلا، أو فندق، أو سكنت عند أحد أقاربك، واستقررت وتمتعت بما يتمتعون به، يعني: عندك الفرش، وعندك الأنوار، وعندك التكييف، وعندك المياه، وعندك الأطعمة مهيأة، فنرى -والحال هذه- أنه لا فرق بينك وبين المقيمين، فلا تقصر، ولا تجمع.
س: سائل يسأل ويقول: ما حكم عقد البيع أثناء وقت الصلاة وعند سماع الأذان؟
يَصِحُّ البيع ما لم يَضِقِ الوقت، فإذا ضاق وقت الصلاة فإنه لا يجوز، وأما يوم الجمعة فلا يَصِحُّ البيع، ولا الشراء بعد النداء الذي على المنبر، النداء بعدما يدخل الإمام، ويجلس على المنبر، ففي هذا الوقت البيع لا يَصِحُّ.
س: ما الحكم -جزاكم الله خيرا -في شخص أحببته في الله...قام بالفتنة بيني وبينه فصدقه وقابلني بجفاء فحاولت أن أرشده للصواب فلم يرحع؟
قُمْتَ بالواجب، وعليك ألا تَقْطَعَ الصِّلَةَ به حتى ترى منه جفاء، وحتى ترى منه عنادا، عليك أن تُكَرِّرَ نصيحته، وإرشاده، وتوجيهه، تأمره بالصلاة، وتنهاه عن المنكر، إذا كنت تُحِبُّهُ لله تعالى كما يُحِبُّ المسلمُ أخاه لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ فبذلك إذا أحببته فَقُمْ بنصيحته، وحَذِّرْهُ من تَرْكِ الصلاة، ومن فعل المنكرات، أما إذا أَصَرَّ أو عاندَ فإنك تَهْجُرُه في ذاتِ الله.
س: فضيلة الشيخ. هل يجوز للمسافر أن يقصر صلاة العصر مع صلاة الجمعة..؟
يجوز ذلك إذا كان عابر سبيل، إذا خرج مثلا يوم الجمعة من هذه البلدة، ليسافر مثلا إلى الحدود الشمالية أو إلى المنطقة الشرقية وفي طريقه صادفه وقت الجمعة في إحدى القرى، في مثلا تبوك أو في تيماء أو في أحاين ثم أراد أن يُوَاصِلَ سيره إلى مثلا الدمام أو الإحساء ويشق عليه أن يقف وقت العصر، يريد مواصلة السير، فلا مانع من أنه يقدم العصر بعد صلاة الجمعة، سواء نوى أنها ظُهْرًا مقصورة، أو أنها جمعة في حَقِّهِ، الأولون ما كانوا يتصورون ما نحن فيه؛ فلأجل ذلك قالوا: لا يجوز أن يجمع العصر مع الجمعة؛ لأنهم ما كانوا يتصورون أن الإنسان في يوم الجمعة يمر على عشرة جوامع قبل وقت الصلاة، بل يقولون: إن المسافر ليس عليه جمعة، وذلك لأنه لو سافر –مثلا- على بعيره نحو الشمال ما وصل مثلا إلى أملج إلا وقت الليل، أو بعده، وكذلك لو سافر منها إلى القرى التي بعدها ما قطعها إلا في عشر ساعات، أو اثنتي عشرة ساعة على سير الإبل ونحوها؛ فلذلك ما كانوا يُرَخِّصُون في الجمع، أما في هذه الأزمنة وجود المواصلات السريعة فإنه يتصور.
س: فضيلة الشيخ هل تأخير النذر عن وقته فيه شيء ....؟
أولا: في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال: إنه لا يأتي بخير، وإنما يُستخرج به من البخيل وصورته أن ينذر ويقول: لله علي نذر إن شفا الله مريضي أن أتصدق بمائة، أو نحو ذلك فيقول: إن هذا النذر ليس هو السبب في شفاء المريض، ولا في ربح التجارة، ولا في قدوم الغائب، ولا مثلا في النجاح في الدراسة، أو ما أشبه ذلك، إنما هذا الذي نذر كأنه بخيل، يعني أنه ما كان يخطر على باله أنه يتصدق بهذه الصدقة إلا إذا حصل له ما يريد، فهذا النذر مَنْهِيٌّ عنه في هذه الحالة، لكن إذا عَقَدَ النذر، وكان نذر طاعة وجب عليه الوفاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ نذر أن يطيع الله فَلْيُطِعْهُ، ومن نذر أن يَعْصِيَ الله فلا يَعْصِهِ فعلى هذا إذا حصل له ما نذر -إن كان النذر معلقا- فإن عليه أن يُوَفِّيَ به، سيما إذا حدد له وقتا، كأن يقول مثلا: إن نجحت، أو ربحت فَعَلَيَّ في هذا الشهر أن أصوم ثلاثة أيام من هذا الشهر، أو عشرة، أو مثلا: أن أتصدق من راتبي هذا الشهر بمائة، أو مائتين، فعليه المبادرة، ولا يجوز له التأخير إلى الشهر الثاني، إلا لعذر، وأما إذا لم يُحَدِّدْ وقتا كأن قال: أن أصوم خمسة أيام، أو أتصدق بمائة، ولم يُحَدِّدْ من أي راتب فهو معذور إذا أخره ولكن عليه المبادرة.
س: فضيلة الشيخ؛ متى تقرأ سورة الفاتحة بالنسبة للمأموم خلف الإمام؟ وهل يقرأ بعدها ما تيسر من القرآن للمأموم؟
إذا كانت الصلاة سرية فإن المأموم يتأكد في حقه القراءة، وإن كان بعض العلماء يرى أنها سنة، أو ليست واجبة على المأموم، بل يتحملها الإمام، والقول الأرجح أنها تلزم المأموم في الصلاة السرية، وأما إذا كانت جهرية كَأَوَّلَتَي المغرب والعشاء، وصلاة الفجر والجمعة، فيترجح أنه إن سكت الإمام بعد الفاتحة فإنك تُبَادِرُ وتقرأها، وإن لم يسكت، أو كانت سكتته قصيرة فإنك إذا ابتدأ في القراءة عليك الإنصات؛ لقوله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا قال الإمام أحمد أجمعوا على أنها في الصلاة.
س: فضيلة الشيخ؛ ما هي الحكمة من تحريم الربا؟
ما ذكر الله تعالى حكمة لما قالوا: إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا قَالَ اللَّهُ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فأما ربا النسيئة فلا شك أن فيه مضرة، وذلك لأنه يُتْلِفُ الأموال، ولذلك قال تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وأيضا فيه ضَرَرٌ على أولئك الضعفاء الذين يأخذون هذه الأموال الربوية. وكان الربا قبل الإسلام أن الإنسان إذا كان عليه دَيْنٌ -مثلا ألف- وحَلَّتْ يأتي إليه صاحب الدَّيْنِ ويقول: إما أن تعطي وإما أن تُرْبِيَ، يعني: أعطنا الدَّيْنَ الذي حَلَّ عليك -وهو الألف- وإلا أخرت الدَّيْنَ، وجعلت فيه زيادة، جعلتها إلى سنة قابلة، على أن يكون الدَّيْنُ مثلا ألفا ومائتين، ثم إذا حل الألف والمائتان قال: إما أن تعطي، وإما أن تربي، فيقول: أجعله ألفا وخمسمائة، ثم إذا حل في السنة التي بعدها قال: أعطني وإلا جعلته ألفين، ثم إذا حلت الألفان قال: أعطني وإلا جعلته ثلاثة، ثم إذا حلت الثلاثة زاد فيها وجعلها أربعة، حتى تتراكم ويعجز عنها وتجحف بماله، فجعل الله تعالى هذا الربا أكلا للمال بغير حق، وجعل فيه ضررا كبيرا على المستضعفين، هذا هو الحكمة في تحريمه.
وأما تحريم ربا الْفَضْلِ فإنه لا ضرر فيه إذا باع أحد الجنسين بدراهم، واشترى بالدراهم من الجنس الآخر. لما جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر بتمر جنيب -أي جيد- وقال: إنا نأخذ الصاع من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاثة، فقال له: لا تفعل، بع الجمع بالدراهم الجمع: التمر المختلط الذي فيه رديء وطيب، بِعْهُ بالدراهم ثم اشتر بالدراهم جنيبا أي: تمرا جيدا. فهذا لا ضرر فيه، لا مشقة عليه أن يبيع الرديء بدراهم، ويشتري بها حاجته من التمر الجيد؛ حتى لا يقع في هذا الربا الذي قد يكون فيه ضرر على البائع، أو على المشتري إذا باع الصاع بالصاعين، والصاعين بالثلاثة.
س: فضيلة الشيخ؛ ما حكم من يقول لمن ينصحه: الله غفور رحيم وهو مستمر على معصيته...؟
إذا احتج بآيات الرحمة فعليك أن تحتج عليه بآيات العذاب، وعليك أن تذكر له مَنْ هم أهل الرحمة: الله تعالى قال: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ثم ذكر أهلها: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ هؤلاء هم أهل الرحمة، فأما الذين يتساهلون بالمعصية، ويقولون: رحمة الله واسعة، فإنه يقال لهم: إن لرحمة الله أهلا.
ذكر لنا بعض الإخوان أن رجلا خطيبا يقول: حضرت خطبته، وإذا فيها بلاغة وقوة، ولكن ما رأيت الناس خشعوا، ولا رأيتهم بَكَوْا، فقلت: لا بد أن هذه الخطبة ليست من قلب؛ فإن الموعظة إذا صدرت من القلب وصلت إلى القلب، وإذا صدرت من اللسان لم تتجاوز الآذان، فلا بد أن هذا يتعاطى ذنبا، فسأل عنه في السر، فقيل أو سأل إحدى جواريه، فقالت: إنه إذا أراد أن ينام شرب كأسا من الخمر، وقال: الله غفور رحيم!!! يقول: فعرفت أن هذا هو السبب في عدم تأثير كلامه، ثم أرسل إليه من ينصحه، ويقول: ذَكِّرْهُ بآيات العذاب، إن الله تعالى كلما ذكر الرحمة ذكر العذاب، فقرأ عليه قوله تعالى: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ وقرأ عليه قَوْلَهُ تعالى: غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ وقرأ عليه قوله تعالى: وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ ونحوها من الآيات، فَتَذَكَّرَ ذلك الخطيب، وتاب، وأناب، وصار بعد ذلك إذا خطب خطبة تأثر بها الحاضرون.
فنقول لهؤلاء: إن الله يجمع بين آيات الرحمة وآيات العذاب حتى لا يتعلق العصاة بآيات الرحمة، وحتى لا ييأس المطيعون من الرحمة، بل يكون المؤمن خائفا راجيا، يجمع بينهما، قال الله تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ .
س: سائل يسأل ويقول: ... وجدت هذا الطائر قد مات...؟
لا شك أن هذه الحيوانات لها حُرْمَةٌ ، ولها نفوس، وأن الإنسان إذا ملك شيئا منها فلا يجوز له إهمالها وإضاعتها إلى أن تموت.. حبسها فإنه سيحاسب على ذلك، فنقول: إن هذا قد أذنب، حيث عَذَّبَ هذا الحيوان بترك إطعامه، وسقيه إلى أن مات، فعليه التوبة، ولم يذكروا عليه كفارة، ولكن يستغفر الله ويتوب إليه.
س: السؤال قبل الأخير: إذا كنت مُصَلِّيًّا، ونسيت السجدة الأخيرة، وجلست في التشهد الأخير، وسلمت، ثم بعد ذلك تذكرت هذه . السجدة، هل علي أن أكمل السجدة، ثم التشهد وأسجد السهو أم أسجد دون سجود السهو فقط، أفتونا مأجورين؟
في هذه الحالة تركت رُكْنَيْنِ، وبطل ما بعدهما، فإذا انتبهتَ فاجلس كجِلْسَتِكَ بين السجدتين، وقل: رَبِّ اغْفِرْ لي؛ لأنك تركت الجلسة بين السجدتين، جعلت جلستك للتشهد، اجلس بين السجدتين وقل: رب اغفر لي، رب اغفر لي، إلى آخره، ثم اسجد السجدة التي تركتها، ثم اجلس، وائت بالتشهد الأخير، ثم بعد ذلك اسجد للسهو وسَلِّمْ.
س: السؤال الأخير -فضيلة الشيخ- من شِقَّيْنِ، الشق الأول: هل يجوز الأكل مع شخص لا يصلي؟
نرى إنه إذا كان مُصِرًّا على ترك الصلاة، ومعاندا، وغير قابل للنصائح، ولا متأثر بمن ينصحه يجب هجره، ويجب إبعاده؛ لأن العلماء والمفتين أكثرهم على أنه قد كفر؛ للأحاديث الصحيحة في ذلك: بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة في هذه الحالة يلزم إبعاده، وعدم السكنى معه، وعدم إقراره، وهجره، ومقته، والرفع بأمره إلى أن يصلي، أو يقام عليه الحد.
س: الشق الثاني من السؤال: هل تجوز الصلاة وراء شخص يكذب أو يشرب بعض المحرمات كالخمر والدخان؟
إذا عُرِفَ بأنه على هذه الحال فلا يجوز إقراره كإمام، لا يجوز ترتيبه إماما يُصَلِّي بالناس، بل يجب إبعاده عن الإمامة، وإذا عرف بأنه على هذه الحال لم يَجُزْ أن يُصَلَّى خلفه؛ فلا صلاة له على الصحيح، يعني: مقبولة إذا كان مُصِرًّا ومعاندا على ذلك؛ لِأَنَّ من استباح المعصية، واستحلها، وأصر على استحلالها قد يُحْكَمُ بكفره، وإن كان متأولا أو متساهلا فإنه -إن قلنا إن صلاته لنفسه مقبولة- لكن لا يجوز أن يصلى خلفه.
باسم ضباط وأفراد الكتيبة نشكر فضيلة الشيخ على هذا الحديث على هذه المحاضرة الطيبة، ونسأل الله أن ينفع بها، وأن يجعلها في موازين حسناته، وأن تكون -إن شاء الله- في تواصل مع هذه المحاضرات وشكرا.

line-bottom