إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
30649 مشاهدة print word pdf
line-top
وجوب التصدي لأهل الباطل مهما كانت العواقب

لا شك أن هذا دليل على أن الكفار والعصاة بعضهم من بعض، وأنه يجب على أهل الخير أن يقوموا ضدهم، وأن يحرصوا على صَدِّهِمْ عما يدعون إليه.
فإن سكتوا وتركوهم؛ فإنهم سيتقوون، وتقوى شوكتهم، ويشتد شرهم، ويعظم ضَرَرُهُمْ، ويَضْعُفُ أمر الدعاة إلى الخير، ويكونون في تخاذل، كما في بعض البلاد من هذه المملكة انقطع رجاؤهم وقالوا: لا يُسْمَعُ منا، ولا يُصْغَى إلى قولنا، وكل المواطنين ضدنا، وكلهم على حربنا؛ يتتبعون عثراتنا، ويَكْذِبُون علينا.
يقولون: إننا فعلنا، وإننا قلنا، ويرفعون ذلك إلى ولاة الأمور، ويصدقهم المسؤولون، ثم يتسلطون علينا بتفريقنا وتهديدنا ونقلنا، وإلغاء أمرنا، وفصلنا من هذا العمل، وما أشبه ذلك! فنقول: إن هذا من التخاذل، وإن عليكم ألا تيأسوا؛ ولو رأيتم الْخَلْقَ تكالبوا ضدكم، وتعاونوا عليكم إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ .
لا تيأسوا من رَوْحِ الله، ولا تقنطوا من رحمة الله، عَلِّقُوا رجاءكم بربكم، وَثِقُوا بأنه معكم وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ واعملوا بقدر ما تستطيعون، وبقدر ما تقدرون عليه؛ فإن ما لا يُدْرَكُ كله لا يترك جُلُّه، بل اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ .
وأما ما يُكَادُ لكم، وما تُرْمَوْن به، ويُقَال في حقكم في غيبتكم؛ فإن الله تعالى سوف ينصركم، ويعزكم، ويمكن لكم، ولو بعد حين. وعليكم أن تبذلوا ما تستطيعون، ولو كان شيئا قليلا.
عليكم أن تأتوا بما في الإمكان، وقدر الصلاحية، وعليكم أيضا المطالبة بالتمكين، والمطالبة بإعطاء الصلاحية، وذكر المبررات والأسباب التي يكون لها أثر في الرخصة في الصلاحية.
لا شك أن أهل الشر جميعا ضد أهل الخير ، وأنهم يمنعون دائما من متابعة الإشراق، إلا ما شاء الله، ولكن على كل مَنْ عنده قدرة، أو تَمَكُّنٌ أن يأتي بما في إمكانه، وبما في صلاحيته؛ ولو لقي شيئا من الأذى، ومن الإنكار عليه، فَحُجَّتُه ظاهرة.
وبالنسبة إلى جميع المواطنين حُجَّتُهُمْ يقولون: إن الله تعالى أمرنا جميعا بأن نأمر وننهى، وذكر ذلك في صفة هذه الأمة كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ فإذا كنا جميعا من هذه الأمة التي هي: خير أمة أخرجت للناس فلا نكون حقا منهم إلا إذا عملنا بما شرط الله.

line-bottom