من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
38608 مشاهدة print word pdf
line-top
السخرية بالإسلام وأهله تؤدي إلى الكفر

يدخل في ذلك سب الإسلام، وسب الدين، والسخرية بأهله، فإن ذلك من أشد أنواع الردة، فالله تعالى حكم على أولئك بالكفر، ومع الأسف فإنه يقع كثيرًا ممن يتسمون بالإٍسلام، توعدهم الله تعالى بأنواع الوعيد، قال الله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ هكذا حكم بكفرهم.
وكانت القصة أن بعضًا ممن غزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك لما كانوا في أثناء الطريق؛ أخذوا يسخرون بأهل الإيمان، فقال أحدهم: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء -يريد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الذين حوله- يقول: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء. -يصف الرسول والصحابة حوله بأن همهم بطونهم، وأنهم أكذب ألسنًا، وأنهم جبناء وضعفاء ليسوا جرءاء على القتال- هكذا وصفهم، كفَّره الله تعالى بذلك، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .
ومن ذلك قول الله تعالى: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ كان سبب ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على الصدقة، فجاء رجل بصدقة كثيرة، فقال بعضهم: إنه مراءٍ، إنه يريد التمدح. وجاء رجل كان فقيرًا فكان يكد ويعمل، فوفر صاعًا من طعام، فقالوا: إن الله غني عن صاع فلان. فنزلت، الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ يعيبون المتطوع ذلك الذي جاء بصدقة كثيرة، وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ يعيبون ذلك الذي تصدق بالصاع فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ هكذا توعدهم، سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ هكذا توعدهم، سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ذكر من عملهم أنهم يعيبون ذلك المتطوع، وأنهم يعيبون ذلك المتصدق بصدقة قليلة، فهكذا عقوبة الذين يسخرون من أهل الإيمان ومن أهل الخير .
كذلك أيضًا ذكرهم الله تعالى في قوله: سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ يعني: لما أنهم بدلوا نعمة الله أخبرهم بأنه شديد العقاب، لا شك أن ذلك دليل على أن الذين اتصفوا بهذا الصفة يكونون كذلك، ثم قال تعالى: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يسخرون يعني يستهزئون بالمؤمنين، هذا من صفات الكفار، وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أهل التقوى فوقكم أيها الكافرون؛ ولو أنكم تستضعفونهم وتعيبونهم وتسخرون منهم.

line-bottom