قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
30647 مشاهدة print word pdf
line-top
طرق الشيطان في إضلال العبيد

وقد ذكر العلماء كابن الْقَيِّم رحمه الله في أول كتابه: مدارج السالكين أن للشيطان سبع عقبات يدعو إليها الناس ، إذا عجز عن عقبة انتقل إلى ما بعدها.
العقبة الأولى: أن يدعوهم إلى الكفر، والشرك، والخروج من الإسلام.
فإذا أعجزه بعضهم دعاه إلى العقبة الثانية: التي هي البدع والْمُحْدَثَات في الدين، البدع الاعتقادية، والبدع العملية.
فَمَنْ أعجزه أن يستجيب له دعاه إلى العقبة الثالثة: وهي كبائر الذنوب، المعاصي التي تَوَعَّدَ الله عليها بغضب، أو بعذاب، فيستجيب له خَلْقٌ.
ومن عَجِزَ عنه في هذه العقبة دعاه إلى العقبة الرابعة: ألا وهي الصغائر، والإصرار عليها، والتهاون بها؛ فإنها بالإصرار عليها تكون من الكبائر.
ومَنْ أَعْجَزَهُ عن هذه العقبة دعاه إلى العقبة الخامسة: وهي الانهماك في المباحات التي تشغل عن المنافسة في الطاعات، فإذا انهمكوا في الشهوات، وتوسعوا في المباحات، ولو كانت من المباح الذي لا ثواب فيه ولا عقاب، ولكن يُفَوِّتهم به الكثير من المنافسة والأعمال الصالحة.
فإذا أعجزه بعضهم عن أن ينهمك فيه دعاه إلى العقبة السادسة: وهي أن يَصُدَّهُمْ عن فضائل الأعمال، عن الأعمال الراجحة، ويشغلهم بالأعمال المرجوحة التي الثواب والأجر فيها أَقَلُّ، فيشغلهم بما هو مفضول عن الفاضل.
وإذا عجز عن بعضهم في هذه، ما بقي إلا العقبة السابعة: التي ما سلم منها أحد.. لو سلم منها أحد لسلم منها أنبياء الله ورسله، وهي: أن يُسَلِّطَ عليهم أولياءه الذين أطاعوه وساروا على مسلكه، فيسلطهم على المتمسكين، وعلى المتعبدين، فيرمونهم بالعداوة، وكذلك يحرصون على التنقص لهم، وعيبهم، وثلبهم، وإيذائهم بكل ما يقدرون عليه. وهذا شأن أولئك الذين استجابوا له في العقبات الست، لا بد أنهم ينكرون على مَنْ لَمْ يَسْتَجِبْ له، وأنهم يظهرون له المقت والتحقير والتصغير من شأنه.

line-bottom