الجواب الفائق في الرد على مبدل الحقائق
الوهابية هم شر البرية، وجوابه
ثم قال الكاتب: الوهابية هم شر البرية، نظروا إلى حضرة الرسول نظرة احتقار كنظرة إبليس لآدم اسم> -عليه السلام- حيث إنهم جردوه من كل مزاياه التي خصه الله بها من محبة ومنزلة وكرامة ووجاهة، وقالوا: إن المتوسل بالرسول رأس> -صلى الله عليه وسلم- كالمستشفع بالصنم سواء بسواء، لا فرق عندهم بين سيد البشر والحجر ... إلخ.
جوابه أن نقول: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فهو أمينه على وحيه، وخيرته من خلقه وسفيره بينه وبين عباده، أمر الله الأمة أن يتقبلوا كل ما بلغه عن ربهم ويقنعوا بحكمه ويرضوا ويسلموا له تسليما، وأمرهم باحترامه في حياته بقوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فأئمة الدعوة -الذين سماهم هذا الكاتب وهابية- يعترفون للرسول -صلى الله عليه وسلم- بهذه الحقوق وهذه الأوصاف ونحوها، ولكنهم لا يعطونه شيئا من حق الله كالدعاء والخوف والرجاء والتوكل والاستعانة والإنابة والتعظيم، والركوع والسجود ونحوها؛ فكلها حقوق لله تعالى لا يصلح صرفها لغيره لا لملك مقرب ولا نبي مرسل وأحب أن أنقل هنا أبياتا في تفصيل حق الله وحق رسوله -صلى الله عليه وسلم- من نونية ابن القيم اسم> قال رحمه الله تعالى:
للــه حــق لا يكــون لغيــره | ولعبـــده حــق همــا حقـــان |
لا تجـعلــوا الحـقين حقـا واحدا | مــن غــير تميـيــز ولا فرقـان |
فــالحج للرحــمن دون رســوله | وكــذا الصــلاة وذبح ذي القربـان |
وكــذا الســجود ونذرنـا ويميننـا | وكـذا عتــاب العبـد مــن عصيان |
وكــذا التـوكل والإنـابـة والتقـى | وكــذا الرجـاء وخشـيـة الرحـمن |
وكـــذا العبـادة واستعانتنــا به | إيـــاك نعبـــد ذاك توحـــيدان |
وكــذلك التسبيـح والتكبيـر والتـ | هليــل حــق إلهنـــا الديـــان |
لكنمـــا التعزيـر والتوقير حــق | للرســـول بمقتضـــى القــرآن |
والحـب والإيمـــان والتصـديق لا | يخــتص بـل حقــان مشــتركان |
هــذي تفــاصيل الحـقوق ثلاثـة | لا تجهلــوهـا يـا أولـي العـدوان |
حــق الإلــه عبـادة بـالأمــر لا | بهـوى النفــوس فـذاك للشـيطان |
ورســوله فهو المطـاع وقـوله الـ | مقبــول إذ هـو صـاحب البرهـان |
وهــو المقـدم في محبتنا علـى الـ | أهـليـــن والأزواج والولـــدان |
وانظر شرح هذه الأبيات في شرح قصيدة الإمام ابن القيم اسم> 2\348 للشيخ أحمد بن عيسى اسم> رحمه الله.
فأئمة الدعوة الذين اقتدوا بالسلف الصالح والأئمة يحبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من كل قلوبهم، ويعتقدون أن له عند الله الكرامة والرفعة والمنزلة العالية والوجاهة والقرب من الله، ولكن مع هذه الخصائص لا يصح أن يصرف له شيء من حق الله تعالى، ولا يتوسل بذاته ولا بذات غيره من الخلق، وإنما يتوسل بمحبته واتباعه وتصديقه.
ولقد كذب هذا الكاتب في أنهم جعلوا المتوسل به كالمتوسل بالصنم، وأنه لا فرق عندهم بين سيد البشر والحجر. نعوذ بالله من البهت والزور والفجور، وهكذا زعمه أنهم نظروا إليه نظرة احتقار كنظرة إبليس لآدم اسم> فكيف احتقروه وهم يشهدون له بالرسالة ووجوب الطاعة، ويرون أن الطرق مسدودة إلا من طريقه، وأن من قدم حكم غيره على حكمه فقد ضل سواء السبيل، فأين الاحتقار الذي زعمه هذا الكاتب؟ فليس من لازم محبته ووجاهته دعاؤه مع الله أو الاستغاثة به دون الله، فالله تعالى يقول: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![كما في المسند 1 / 293.](/site/books.png)
فهذا الكاتب وأمثاله عندهم أن من تمام محبته واعتقاد وجاهته أن يعظم كتعظيم الله، فيحلف به دون الله، مع قوله -صلى الله عليه وسلم- رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![رواه أحمد 1 / 47 وغيره، عن عمر رضي الله عنه.](/site/books.png)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![رواه أحمد 1 / 5215 وغيره، عن عباس رضي الله عنه.](/site/books.png)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![رواه البخاري برقم 3445، عن عمر رضي الله عنه.](/site/books.png)
مسألة>